الأستاذ أيمن صندوقة يكتب .. امتحان الرياضيات وتكرار ظهور الأخطاء فيه

#سواليف

حول #امتحان_الرياضيات وتكرار ظهور #الأخطاء فيه.
الأخطاء الشخصية لا تهمنا كثيرا ، ماذا عن نهج المؤسسة؟!

الأستاذ #أيمن_صندوقة
لنتفق أولا أن جميع المعالجات الترقيعية لوجود #الخطأ في #الامتحان لا تحل #المشكلات التي يسببها هذا الخطأ ، خصوصا الأخطاء التي سيلاحظها #الطلبة خلال حل السؤال وتتسبب لهم بالحيرة والشك وضياع الوقت في محاولة حل السؤال دون جدوى وبالتالي فقدان درجة من التركيز والثقة الضرورية خلال أداء الامتحان كله وليس السؤال الخطأ فقط..
لا أتحدث هنا عن اجتهادات حول الأوزان النسبية لأجزاء المادة ، ولا عن خطأ في كتابة مجال اقتران لن يؤثر غالبا على أداء الطلبة في الامتحان، بل عن خطأ مثل سؤال المعادلة التفاضلية في امتحان أمس.. ولا يعني هذا قبولنا بالأخطاء ومظاهر الضعف مهما كان نوعها ومستواها فكلها لا تليق بامتحان وطني هذا حجمه.
قلنا مرارا أن هذا النوع من الأخطاء يفقد الامتحان بعضا من أهم مواصفات الاختبار الجيد إذ يفقده #العدالة كونه يضر بالطالب المتميز، ويفقده المصداقية والقدرة على التمييز، وإنه لمن زيادة الطين بلة أن يتم احتساب علامات بعض الخطوات لجميع الطلبة!!!
أن يخطئ واضع الامتحان هو شيء طبيعي، فهو بشر بالمحصلة ، لكن غير الطبيعي هو أن لا تحدث عملية مراجعة شاملة للآلية المعتمدة لتصميم وكتابة أسئلة الامتحانات الوطنية بحيث نتجنب مثل هذا الموقف المؤسف الذي لا توجد معالجة ممكنة له بعد وقوعه أبدا.. نعم ، لقد تكرر هذا الموقف وتعددت نداءاتنا بأن يكون العمل في إعداد هذه الامتحانات أكثر مؤسسية وأبعد عن الفردية وأن يكون هناك الحد الكافي من المراجعات التي تضمن تصفير الأخطاء من هذا النوع ابتداء وتضمن بالتالي وضوح المسؤوليات عن وقوع الخطأ، وحصول المحاسبة والمساءلة على المقصر والمخطئ بكل شفافية على كل مسؤول عنه بدرجة من الدرجات….
مررنا سابقا بمواقف في امتحانات الرياضيات أدت فيها هذه الفردية إلى المكابرة المخزية في الاعتراف أساسا بالخطأ – فضلا عن عدم معالجته أو محاسبة أحد عنه- وأذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر بالخلط المؤسف بين اشتقاق الاقترانات المثلثية التي زواياها بالدرجات الستينية وتلك التي زواياها بالراديان، الأمر الذي لا يليق بمشرفين محترفين، والأهم في حديثي هنا هو التركيز على ما لا يليق بمؤسسة بحجم وتاريخ وزارة التربية والتعليم أكثر بكثير من التركيز على خطأ يقع فيه أي شخص فالأخطاء واردة دوما…
التذرع بضرورات تضييق دائرة العمل في إعداد الامتحان لم يعد مقبولا ، وعلى أصحاب القرار ابتكار منهجية تحقق التوازن المطلوب بين حسن المراجعة والتدقيق من ناحية وبين محددات المحافظة على خصوصية الامتحان من ناحية أخرى، لأن الذي أصبح مؤكدا هو أن المنهجية الدارجة حتى الآن قد ثبت فشلها في حمايتنا من تكرار هذا الموقف المؤسف الذي لا علاج له بعد وقوعه..
14/ 7 / 2023

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى