الأردن وحده في الجنوب السوري / عمر عياصرة

الأردن وحده في الجنوب السوري
من يراقب مشهد الجنوب السوري العسكري والانساني، يدرك ان الاردن يقف لوحده في الميمعة، فهناك لا مبالاة من كافة الاطراف، وانكشاف تام للغطاء عن اتفاق خفض التوتر.
الاردن يسعى بقوة الى التماسك امام موجات النزوح للاجئين، يحاول الصمود امام الضغط الانساني، ذلك من خلال رفض فتح الحدود، والعمل على تقديم الخدمات للفارين من داخل الارض السورية.
مهمة صعبة للغاية، فهناك تخل وتردد وبطء من الجميع في تقديم يد العون للاردن، وباعتقادي ان الاعداد المتواجدة بجانب الحدود ستزداد مع استمرار المعارك، وستتضاعف بشكل كبير في حال فتحت الدولة حدودها.
هناك ضغط داخلي من البعض يدعو لفتح الحدود، وهناك مطالبات اخرى بعدم فتحها، لكن في الاغلب هناك تفهم لموقف الدولة.
ولعل بيان حزب جبهة العمل الاسلامي بالامس، وهو الجهة الاكبر والاهم شعبيا، كان يحمل بين ثناياه تفهما ومطالبة بعمل انساني من نوع ما.
من جهة اخرى يحاول الاردن بكل طاقته وقف العمليات العسكرية، ومن ثم التمهيد لمصالحات بين الاطراف، بمعنى ان عمان تعرف ان المعركة محسومة لصالح النظام، وتريد اقناع الفصائل بذلك.
هل سننجح؟ هناك علامات استفهام كبيرة على ذلك، والسبب ان روسيا تريدها استسلاما من الفصائل، والمعارضة بدورها “بعضها” يريد الاستمرار في الصمود، ناهيك عن الجماعات الارهابية التي من مصلحتها مواصلة القتال.
كم ستستمر المعارك، اسابيع ام شهورا، وهل سنصمد امام ضغط الانسنة القادم من تدفق اللاجئين، وهل سنرى تدخلا دوليا انسانيا ام سنظل لوحدنا في الميدان.
كلها احتمالات وازنة وواقعية، ندفع كلفتها لوحدنا، ولا سيما ان نظام بشار ومن وراءه الروس والايرانيون يفكرون بسوريا المفيدة ديموغرافيا.
البلد في محنة، واقصد هنا تحديدا، من بوابة الجنوب السوري، فالامن الوطني على المحك، والازاحة السكانية تضغط علينا ويجب رفضها بكل قوة متاحة، لذلك الاردن لوحده، فلنقف معه لأنه نحن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى