إنهم رجَال / سالم الفلاحات

إنهم رجَال

مع أنه جاوز التسعين من العمر لكنه لا ينفك عن السؤال عن أصدقائه والاتصال بهم حتى إنْ غفلوا عنه.

ولا ينفك عن متابعة الأخبار الوطنية العامة وتفصيلاتها – إنه د. رؤوف أبو جابر الذي لا يجهله أردني بل ويعرفه العرب والغرب.

إنه الاستيعابي العروبي الأردني الأرثوذكسي، تجده في شتى الاحتفالات واللقاءات الوطنية مشاركاً في الغالب، أو مستمعاً أحياناً.

مقالات ذات صلة

لا تحتاج لفراسة وتدقيق لتتأكد أنّ (أبا زياد) يجمع بين فقه السياسي وذاكرة المؤرخ وكرم العربي الأول، الكرم الذي تسلل وتناسل من قبيلة طيّ إلى (أبو جابر) في الأردن الذي كان يكتب جده (ملعون بن ملعون من يمر جائعاً ولا ينزل في مضارب أبو جابر)؛ وهكذا د. رؤوف حتى اليوم وإنْ بصورة أخرى.

اتصل بي قبل أيام وكأنه يعاتبني لانقطاعي عنه فترة أقنعت نفسي فيها أنه مسافر، فزرته مع أحد أبنائي بالأمس وسألني واستفسر عن أمور وطنية كثيرة، وهو الذي تعلو مكتبه الواسع الجرائد والمجلات والتقارير وحوله العديد من مؤلفاته التاريخية الشهيرة.

قلت لابني الذي كان يرافقني عمك هذا تدخل في قضية وطنية حساسة كانت تعني جماعة الإخوان المسلمين في عام 2015، وبذل جهداً وطنياً عظيماً واتصل بأطراف عديدة، ولكن تعثرت مهمته عند البعض!!

قمت لأصلي الظهر في مكتبه الواسع وأثناء الصلاة فرش سجادة صلاة أمامي، وبعد إنهاء الصلاة شكرته، فقال أرجو أن تقبل هذه السجادة هدية مني وعمرها مائة عام وهي ثمينة فعلاً، والأثمن هو رمزيتها والكلام الذي بين السطور..

قلت: هؤلاء الرجال الكبار عملة نادرة يتسللون من بيننا ولا بديل لهم، كأمثال هذا التسعيني أمد الله بعمره ومن قبله قريباً منه د. اسحق فرحان، ومن قبله د. محمد أبو فارس، وقبلهم بهجت أبو غربية، وحمد الفرحان، وجورج حداد، ومحمد عبد الرحمن خليفة، وأحمد قطيش، وحاكم الفايز، وناجي علوش، وغيرهم كثير…..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى