إمْــبرَاطُورِية التاكْسِي الأصفَـــر و الإّصطِلاَح اللُغوي لِ (كَابّتِن ) أخّلاقِيــّــات / فداء العبادي

إمْــبرَاطُورِية التاكْسِي الأصفَـــر
و الإّصطِلاَح اللُغوي لِ (كَابّتِن )
أخّلاقِيــّــات

فداء العبادي

قَالَ تَعَالى في كِتَابِهِ العزيز” إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ” سورة المجادلة _الاية 5
ورد تفسير (كُبِتُوا) في كتاب “المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير “, بمعنى : أُهِينُوا وَلُعِنُوا وَأُخْزُوا ” . وفي تفسير الطبري بمعنى غِيظُوا وَأُحْزِنُوا.
وفي معجم لسان العرب : فإن كلمة ( كابتن ) تأتي من الجذر (كَبَتَ) وهي فعل ثلاثي متعدي تعني (الصرف والإذلال) , وفسرها الأزهري : أصل الكلمة (كبت) من (كبد ) وقلبت الدال الى تاء, لأن الكبد معدن (الغيظ والأحقاد ) . فحين يبلغ الغيظ والحقد مبلغه , فهو يصيب الكبد , لهذا قيل للاعداء (سود الأكباد ) .
والكبتُ : كسرُ الرَجُلِ وإخزاؤه , وكبت الله العدو كبتاً , أي : ردّه بغيظه.
ف-إلى اولئك المختالون بالمصطلح (كابتن ) ,لا ضير أنه لُغوياً و واقعياً يليق بهم وبسوء التصرفات الاخلاقية, التي لا تقف على ( تصوير البنات ) اللواتي يقومون بتوصيلهن , علناً في ” السناب شات ” وغيره . بل تعدت الى ألفاظ نابية سُوقِية , تُطالُ (شرطة السير – الركاب – وسائقي الاصفر) , ووالله أن أصحاب السوابق يخجلون التلفظ بها ,لشدة قبحها ودنائتِها . ولم تقف سوء الاخلاق اللفظية على العامة , بل اُعُلن الحرب لفظياً وعلنيًا من اولئك المكبوتين عَلّي شخصياً .
ولكل مشكك بمصداقية ما ورد , فالتسجيلات والفيديوهات تثبت ذلك .
غير ان (الطامة الكبرى ) وصلت بهذه التطبيقات المتعددة الجنسية ,أنها لم تكتفي بتعدد جنسيتها كشركات دخيلة متغولة , بل أن سائقيها اصبحوا من جنسيات متعددة ايضأ , فلا تستغرب ان يقوم ( ليبي – عراقي – سوري – فنزويلي او حتى “طلياني ” ) بتوصيل عائلتك تحت مسمى تطبيق (كريم – أوبر ) .
وتكتمل الصورة الفنية للإنحلال الأخلاقي والمجتمعي, حين يشترط هذا السائق والذي قد يكون من القوقاز ربما , أو الموزمبيق ” جلوس ” الإناث ” في الأمام , تحت ذريعة ( حتى ما يشكو فينا ونتخالف , تعالي قدام ) .
ألهذه الدرجة وصل بنا الحال ؟
غير أن الملفت للإنتباه , أنهم يعاودون بعد توصيل الراكب تحديداً (الإناث ) ,بالإتصال وارسال الرسائل , من أجل التعارف (وطق الحنك ) . ظنًاً منهم أن الاختيار عندما وقع عليه من أجل توصيل الراكب, سيمنحهُ صلاحية المعاكسة, وإرسال الرسائل , تمامأ “كالجفاف الصحراوي ,ينتظر المطر ” .
ليس هذا فحسب : قد تجدهم يقفون (للسيدات ) اللواتي ينتظرن في الشارع العام لأي سبب كان, وأخبارهن أنه يعمل مع تطبيق (كريم أو أوبر ) متناسياً حجم المشكلة التي قد يسببها لوقوفه جانب هذه السيدة محاولاً أقناعها الركوب معه .
لكن من يقنع ( معارف هذه السيدة ) أنه متطفل , نَسِي القيم والاخلاق لأجل تسديد (قسط سيارته) التي اقتناها لأجل شركات لن ولم تضمن له أبسط حقوقه , كتأمين وترخيص ؟
– ومن سيحمي النسيج المجتمعي من آفه هذه التطبيقات , وآثارها الكارثية ؟
أما حان الاوآن “لِصحوة مجتمعية ” يدركون فيها , أن من أدخَل هذة التطبيقات الفاسدة, لن يكترث بإنهيار القيم , والاخلاق في المجمتع , الخسارة نحن نتكبدها , والرابح الاكبر لا يرى سوى (المليارات ) .

ف-إلى أباطرة التاكسي الاصفر :
” قــدسّوا أنفســــكم , أنتـــــم لستـــم فرصة ثانية , ولا خطـــة إحتياطية , أما كمـــال أو زوال ” .

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى