إلى الفردوس يا محمّد خالد العزّي / د.ناصر البزور

إلى الفردوس يا محمّد خالد العزّي…

هزّني والله هذا اليوم سماعُ نبأ رحيل ابني الغالي محمّد خالد العزّي… 🙁 فقد كان محمّد أحد طلبتي الذين تخرّجوا قبل بضع سنوات من قسم اللغة الإنجليزية في جامعة آل البيت؛ وكان رحمه الله أحد منتسبي القوات المسلّحة الأردنية الذين ثابروا وكدحوا لإكمال دراستهم وهم على رأس عملهم… 🙁
درس عندي محمّد مجموعة من المقررات وكان مِن أكثر الطلبة انضباطاً واحتراماً وتواضعاً وبساطةً ورغبةً في التعلّم رغم جميع الصعوبات التي كانت تواجهه… كان رحمه الله أكبر أقرانه سنّاً وأكبرهم خلُقاً وأكثرهم تقديراً لأساتذته… 🙁
كان طموح محمّد دائماً أن يواصل دراسته بعد تقاعده من الخدمة العسكرية… وكنتُ دائماً أشجّعه وأقول له: ما دام عند هذا الطموح وهذه الإرادة فستصبح بإذن الله دكتوراً أفضل منّي… فكان وجهه يحمَرّ خجلاً ويقول: أعوذ بالله يا دكتور… إنتَ عالمنا وما بفكّر بيوم أوصل لعُشُر علمك… فأقول له: بل ستصبح خيراً منّي بإذن الله…
زارني مراراً في مكتبي أثناء دراسته وزارني بعد تخرّجه أكثر من مرّة؛ وكانت آخر زيارة قبل شهور… حينها اندفع نحوي وقام بتقبيل رأسي بإجلالٍ مُنقطع النظير وأثنى عليَّ ثناءً منقطع النظير؛ ثناءً يفوق ما أستحق ولكنّه ينسجم مع طيب أصله وعظيم أخلاقه وعرفانه… 🙁
كانت لمحمّد عبارة شهيرة يقولها لي كلّما التقيته وكان يقولها وهو مًنحنيّ الرأس وخافض النظر نحو الأرض تواضعاً وإكراماً لي؛ وكنت أشعر في كلّ مرّة أسمعه يقولها أنّ عبارته تلك كانت تخرج من أعماق قلبه وتدخل في خلجات قلبي: “أي خدمة دكتور… الله يقوّيك ويحفظك ويديمك إلنا دكتورنا… إنتَ بمنزلة أبونا وأخونا الكبير…”
رحمكَ الله يا ولدي وأسكنكَ فسيح جنّاته مع النبيّين والقدّيسين والصالخين والشهداء وحَسُن أولئك رفيقاً… وعزاؤنا الحار لاسرة الفقيد ولذويه ولجميع مُحبّيه… إنّا لله وإنّا إليه راجعون…. 🙁 #محمّد_العزّي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى