إعلان رئيس الوزراء عن نسبة الفقر المطلق

“إعلان رئيس الوزراء عن نسبة الفقر المطلق أنها ١٥,٧%: صمت دهراً ونطق كفراً”
د. فائق العكايلة

(ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب). صدق ألله العظيم.

أوَتتنافخ الحكومة فخراً أن نسبة الفقر المطلق في الأردن هي ١٥,٧%؟!

أم أنها تستخف بعقول الناس إلى هذا الحد المؤسف؟!

مقالات ذات صلة

أتدرون يا سادة أن الفقر المطلق هو الفقر المدقع والذي يعني العجز عن توفير متطلبات الحياة الأساسية؟!

إن الفقر المدقع يعني حرمان الفرد من التغذية والصحة والمأوى والتعليم ، هذه التي تحدث عن ثلاث منها صلى الله عليه وسلم حين قال: (من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) أما الرابعة وهي التعليم فقد وردت في آيات قرآنية ونصوص شرعية أخرى.

فتصريح الرزاز يعني أن ١٥,٧% من الشعب الأردني جائعون حد الهلاك ولا يجدون المأوى والرعاية الصحية والتعليم اللازم لبقائهم ، ويقبلون بأي شيء للبقاء. هذا التصريح يعني أن هناك أكثر من مليون ونصف المليون مواطن لا يملكون ٧٠ قرشاً ( دولاراُ أمريكياً واحداً في اليوم هو مقياس الفقر المطلق أو المدقع). فمن يملك ٧٠ قرشاً في اليوم ، كيف له أن يوزعها بين غذاء صحي ومشرب ومسكن وتعليم؟!!!

تصريح الرزاز يعني أن هناك ١,٥٧٠,٠٠٠ مواطن لا يجدون الغذاء اللازم للبقاء ولا يجدون الرعاية الصحية التي تقي خطر الموت ولا يجدون المأوى الآمن ولا يجدون التعليم الأساسي اللازم للوعي وإدارة الذات والأسرة.

وحسب الإحصائيات الدولية الرسمية المنشورة هذا الشهر ، فإن متوسط نسبة الفقر المدقع لكل دول العالم بلغ ٨,٦%. أي أن نسبة الفقر المدقع في الأردن والبالغة ١٥,٨% هي أعلى من المتوسط العالمي مرتين تقريباً.

عالمياً ، إن نسبة الفقر المطلق(المدقع) في تنازل مستمر. فقد انخفض متويط نسبة الفقر المطلق(المدقع) لكل دول العالم من ٣٦% عام ١٩٩٠ ، إلى ١٠% عام ٢٠١٥ ، وإلى ٩% عام ٢٠١٦ ، ومن ثم إلى ٨,٦% عام ٢٠١٨. أما ما يحدث في الأردن منذ عام ١٩٩٩ فهو العكس تماماً. فمحلياً ، كانت آخر إحصائية لنسبة الفقر المطلق (المدقع) في الأردن هي ١٤,٤% عام ٢٠١٤ ، وكانت ٩% عام ١٩٩٨. فالنتيجة هي تفاقم الفقر منذ عام ١٩٩٩ وتفاقمه أكثر خلال حكومة الملقي والرزاز سوياً.

لذا ، فالإعلان عن أن نسبة الفقر المطلق هي ١٥,٨% عام ٢٠١٨ يعني صراحة اعتراف رئيس الوزراء بفشله الذريع وحكومته في مكافحة الفقر وعدم الوفاء بالتزاماتهم ومسؤولياتهم في هذا الصدد ، الأمر الذي يستوجب أن يحاسبوا عليه شرعياً وقضائياً قبل إقالتهم.

حمى الله الأردن…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى