أين هو “الضمير الجمعي” لدينا..؟..رؤية تحليلية من علم اجتماع السياسة؟

أين هو ” #الضمير_الجمعي” لدينا..؟..رؤية تحليلية من #علم_اجتماع_السياسة؟
ا.د #حسين_محادين*
( 1)
الضمير الجمعي هو مصطلح في علم النفس اجترحه عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم (1858-1917) ليشير إلى المعتقدات والمواقف الأخلاقية المشتركة والتي تعمل كقوة للتوحيد داخل المجتمع.
( 2)
تاريخيا؛ كان العصبية تمثل نسغ العروبة ودورة حضارتها قبل أُفولها كما يرى العلامة ابن خلدون, وتجلى ذلك حينها في الاحساس الجمعي الطاغ لدى العرب بقيم القبيلة، والاعتزاز بها والدفاع عن مشتركاتها كقيمة دنيوية كمؤشر على هكذا ضمير جمعي، ولكن وبعد مجيء الاسلام بقيادة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وارتقاء قيم الأرض الوضعية وإلتحامها عضويا مع قيم السماء وهي الاعلى والأسمى فقد اتسعت وتعمقت مضامين وتعبيرات الضمير الجمعي لامتنا العربية والاسلامية في أوضح وابلغ مراميها دنيويا ودينيا معا ومن خلال ما يستنتج من معاني ودلالات الرسالة الجديدة في مفتتح نزول القرأن الكريم عبر”إقراء” ومرورا في ” كتُب عليكم القتال وهو كُره لكم..” صدق الله العظيم.
( 3)
بناء مع ماسبق تولد التساؤل التالي ماهو واين هو الضمير الجمعي المعاصر, ماهي شواهده الميدانية اللذان يفترض يعملا بدواخلنا؛ مواطنيين ، حكاما، وثروات كي نوحد اوجاعنا وتطلعاتنا إن كنا فعلا ابناء امة تاريخية عريقة وواحدة؟.
( 4)
ولغايات المقارنة والمقاربة هنا بين حال اقطارنا العربية المسلمة بكل ما تتفرد به من موارد طبيعية، ورأسمال اجتماعي، وموقع استراتيجي مميز ..الخ مع غيرنا من الامم فنجد ان جل دول العالم الاسلامي-بعيدا عن الالتقاء او الاختلافات معها فكريا أو سياسيا – قد انجزت وراكمت الكثير من العلوم والمعارف ومستوى حياة نوعية لسكانها بُعيد الحرب ألعالمية الثانية كمثال قريب مثل: تركيا، ماليزيا، وليس اليابان مثلا؛ في حين مازال الانسان كي لا اقول المواطن العربي ممثلا كل في بلده يعيش غالبا في ادنى درجات الحياة؛ والتعليم الحديث والسعادة:معاً، دون ان ننسى الاشارة لدور وتأثير الخلافات والحروب البينية والقطرية، وارتفاع منسوب الفساد فيها عموما على مستوى حياتنا وبالترابط الذي سبق ذكرها من عوامل استمرار وهشاشة كل من لدينا:-
واقع الحريات الفردية والعامة ، ضعف المشاركة الشعبية مؤسساتها في تحديد الاولويات الاهم لدولنا العربية؛ وبالتالي الاحجام الشعبي عن الدفاع عن القرارات الرسمية الرشيد منها تحديدا ، تنامي الخلافات والحروب بين اقطارنا، الأمر الذي جعل اوضاع السكان فيها متردية بمجمل عناوين ومستويات الحياة لاسيما الفقر والبِطالة، والحجم الكبير في فجوات التنمية بكل عناوينها بين قطر عربي واخر من جهة، ومن الجهة الاخرى ضمن البلد الواحد مقارنة بين عاصمته والمحافظات الاخرى في نفس هذا البلد العربي المسلم أو ذاك.
اخيرا..
ربما يكون من المبرر ترديد المثقفين المغتربين علما ووعيا عن ما يجري في بلدانهم من واقع مرّ لقول مفاده، أن عدم الوعي العلمي والثقافي العميق فضيلة وارتياح لدى البعض منا، لان الذي يجري فعلا في بلدان العرب ،وما هو قائم من وقائع وممارسات متنوعة موجعة ومحبطة للمتعلمين والمؤهلين البعيدين عن المشاركة في العمل العام والنصح الناضج للمسؤولين في اتخاذ القرارات الرشيدة من قبل هؤلاء العلماء والمتنورين في مرحلة سيادة القطب الواحد في هذه الحياة وبتحديد ادق انما هي العولمة/ات التي تقود كل موارد الارض والفضاء معا، وانما هدف هذه الأطروحات انما هو المشاركة الاصلاحية في تقويم حياة السكان ومعرفة حقيقة ضميرهم الجمعي الراهن ان كان موجدا بالفعل في اقطارنا العربية وبين ابنائها…فهل نحن جادون بذلك وشارعون علما ومؤسسات حقيقية نحو إنضاجه كي يتغير حالنا نحو الافضل..؟..تساؤلات مشرعة على التفكر والحوار بما هو اجدى.

  • قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى