أعداء النجاح / أحمد المثاني

أعداء النجاح

.. و من الناس فئة لا تعمل و لا تنجز شيئاً نافعاً .. و إنّما همّهم أن ينتقدوا و أن يقللوا من شأن نجاح الآخرين .. هذه الفئة أسيرة العجز
و الحقد ، يضيرها و يؤلمها إذا تفوّق انسان في مجال معين .. في عمل أو دراسة أو مشروع ..
انظر إلى تلك الفئة كيف يتمعّر وجوه أصحابها اذا نودي باسم شخص أو تسميته لتكريم أو شكر
فتراهم يتغامزون ، و ينشرون صحيفته ، غيبة و تجريحاً ..
و هذا تجده في تكريم الروّاد في
البحث العلمي أو التفوّق الدراسي
أو الابداع الأدبي و الفني .. أو الريادة في العمل الاجتماعي و التطوّعي .. الخ
فلماذا لا نعترف بالفضل لأصحابه و نشاركهم فرحهم بتكريمهم ، و لو
بالشعور ، و ذلك أضعف الوفاء ..
لماذا نعتبر نجاح الآخرين منقَصَةً
لنا .. لماذا لا نملك روحاً من الجرأة و السماحة و المشاعر الأخوية ، لنعترف للمتفوّق و المبدع .. و للعامل المخلص ..بالفضل .. ونثني عليه بما حقّق و أنجز .. سواء على الصعيد الشخصي أو المجتمعي ..
كثيرون منّا يمتهنون النقد و تقييم
الآخرين من وجهة نظرهم الضيقة أو الأنانية ..
هل هذه ثقافة تكاد تسود في مجتمعنا .. انظر لبعض الموظفين في أي قطاع كيف يسخرون و يهاجمون ذوي التقارير المرتفعة أو
الذين حصلوا على مرتبة التميّز
و ما أسهل ما يقول هؤلاء المنتقدون ، على ايش .. و ماذا
اخترع !! و من هو فلان أو علان
كل ذلك ، بدافع الغيرة ، و الفكر
المنغلق .. و الذي يشرب من أنانية
و غرور .. و حسد ، يصل الى مستوى معاداة النجاح و الناجحين
و الجلوس العاجز .. على رصيف
الكسل .. و الدنيا تتغير .. و العاملون هم الذين يستحقون احترام المجتمع ، و تقديره
هل نملك الموضوعية و سماحة
الأخلاق لنعترف بانجازات الآخرين
و نفرح لتكريمهم ..
لنراجع قلوبنا .. و مشاعرنا ساعة
أن نرى متفوقاً يعلو منصّة التتويج
فإن فرحنا من قلوبنا ..
نكون .. تحررنا من الغيرة
و الحسد .. و حقّقنا : لا يؤمن
أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ
لنفسه ..

– أحمد المثاني –

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى