أزَمة بين الأردن ودولة الاحتلال .. هل تتفاقم ؟

سواليف رصد
تحت عنوان … ” أزَمة بين الأردن ودولة الاحتلال؟ لماذا نعتقد أنّها يجِب أن تتفاقم وتنتهي بطَرد السّفير الإسرائيلي من عمّان وإغلاق سفارته وإلغاء صفقة الغاز المُهينة؟” نشر موقع رأي اليوم الإلكتروني تقريرا تحدث فيه عن ذكرى مرور 25 عاما على اتفاقية السلام بين الأردن والكيان الصهيوني ، كما تطرق الى العلاقة بين الأردن والصهاينة ، حيث تحدث عن أزمة في العلاقات بينهما واعتقاد الموقع ان الأمور ستتفاقم الى مرحلة طرد السفير الاسرائيلي من عمان .

وقال رأي اليوم انه صادفت يوم السبت مُرور 25 عامًا على توقيع مُعاهدة وادي عربة بين الأردن ودولة الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي يعني انتهاء عقد إيجار مِنطقتيّ الباقورة والغمر الأردنيّتين، ويُحتّم عودتهما بصفةٍ آليّةٍ إلى السّيادة الأردنيّة، لأنّ صاحبهما، أيّ الطّرف الأردني، يَرفُض الدّخول في أيّ مُفاوضات لتَمديد العَقد حتى كتابة هذه السّطور، وهو مَوقفٌ يستحقّ التّنويه.
وأضاف أن مُعاهدة السّلام المَذكورة التي جرى توقيعها في 26 تشرين أوّل (أكتوبر) عام 1994، لم تُحقّق إلا مكاسب محدودة جدًّا للطّرف الأردني، والأكثر من ذلك إرغام الأردن على تبنّي سِياسات طابِعها الإهانة والإذلال، وأبرزها توقيع صفقة الغاز التي تُشكّل وصمَة عار في تاريخ الأردن، ليس لأنّها كبّلته بشُروطٍ ظالمة، وأسعار خياليّة، وشُروط بعُقوبات ماليّة ضخمة في حال الإلغاء أو الانسِحاب، وإنّما أيضًا لأنّها جعلت المُواطنين الأردنيين النّشامى يطهون طعامهم على مواقد الغاز الفِلسطيني المَسروق، والأكثر من ذلك ربط الأردن بالمشاريع الأمريكيّة في المِنطقة، وأبرزها التدخّل في الأزَمتين السوريّة واللّيبيّة.
وزاد رأي اليوم أنه لا نعرف مدى دقّة المعلومات التي بثّتها القناة الإسرائيليّة الـ13 أمس، وتحدّثت عن وجود أزمة مُتفاقمة بين الأردن ودولة الاحتلال، وصلَت ذروتها أثناء إعلان نِتنياهو عزمه ضم الأغوار وشِمال البحر الميت، ودفعت العاهل الأردني إلى دراسة خطوة طَرد السّفير الإسرائيلي من عمّان، ولكن ما نعرفه، ونُؤكّده أنّ هُناك مُحاولات إسرائيليّة دؤوبة، مُرفقة بضُغوطٍ أمريكيّةٍ لجَر الأردن إلى مائدة المُفاوضات لتمديد اتُفاق استئجار مِنطقتيّ الباقورة والغمر، وهي مُحاولات ما زال الأردن يَرفُض أيّ تجاوب معها، بسبب المُعارضة الشعبيّة الكبيرة.
الأردن اتّخذ قراره بعدم التّمديد والتمسّك باستعادة أراضيه، فلماذا التّفاوض إذن خاصّةً أنّ الطّرف الإسرائيليّ لم يلتزم مُطلقًا بأيّ بند من بُنود مُعاهدة السّلام حيث استولى على الأرض والمياه، وأقدم حارس سفارته على قتل مُواطنين أردنيين في وضَح النّهار، وحظِي باستقبال الأبطال من قِبَل بنيامين نِتنياهو، رئيس الوزراء في حينها.
وطالبت صّحيفة “رأي اليوم” السّلطات الأردنيّة ليس بالإصرار على استعادة مِنطقتيّ الباقورة والغمر فقط، وإنّما بإلغاء صفقة الغاز المُهينة، وإلغاء مُعاهدة وادي عربة برمّتها، واغلاق السّفارة الإسرائيليّة في عمّان، استجابةً للمطالب الشعبيّة والبرلمانيّة، تَجنُّبًا لانفجار الاحتِقان المُتفاقم في الشّارع الأردني، وتغيّر المُعادلات السياسيّة والعسكريّة في مِنطقة الشرق الأوسط لصالح محور المُقاومة.
الأردن الآن مُحاطٌ بانتفاضتين شعبيّتين قُرب حُدوده، الأولى في العِراق، والثانية في لبنان، عُنوانهما الرئيسيّ الاحتجاج على استِفحال الفساد، وتدهور الخَدمات، وارتفاع مُعدّلات غلاء المَعيشة، وتدهور الأوضاع الاقتصاديّة بشكلٍ عام، وجميع هذه الأعراض مُستَفحِلةٌ في البيئة الأردنيّة، إن لم يكُن بدرجةٍ أكبر وأكثر خُطورة، وفوق كُل هذا وذاك، التّطبيع مع العدو الإسرائيليّ، الذي يُشكّل أبشَع أنواع الاستفزاز.
الحقيقة التي تتجنّب الاعتراف بها السلطات الأردنيّة أنّها يُمكن أن تُصبِح في موقع أكثر قوّةً وصلابةً إذا ما تجاوب مع المطالب المعيشيّة والسياسيّة للشّارع الأُردني، واتّخذ خطوات قويّة في وجه الابتِزاز الإسرائيليّ والأمريكيّ بأشكاله كافّة، ويكفي أن يتم تذكير هؤلاء المُبتزّين في واشنطن وتل أبيب أنها تملك حُدودًا طُولها 600 كم مع دولة الاحتلال، جرى الحِفاظ على أمنها طِوال نِصف قرن ودون مُقابل تَقريبًا.
الأردن يحتاج إلى ثورةٍ شعبيّةٍ ورسميّةٍ مُشتركةٍ ضِد هذين الابتزازين، والخُروج من حالة التردّد والخُنوع الحاليّة، ويجب أن تكون البداية في تعزيز العُلاقات مع محور المُقاومة، وفتح قنوات الاتُصال على مِصراعيها مع طِهران والعِراق وسورية، وإنهاء الانتِداب الأمريكيّ والإسرائيليّ.
لا نُريد أن يكون الأردن مسرحًا لانتفاضةٍ شعبيّةٍ جديدةٍ قد تُهدّد أمنه واستقراره، ولهذا نتمنّى إنهاء حالة الجُمود والتردّد الحاليّة، التي تستند إلى أرضيّة التمسّك بخِيار الصّفر، أيّ الجُمود وعدم التمرّد والمُبادرة، وإبقاء الأُمور على ما هي عليه، سواءً على صعيد التّجاوب مع المطالب الشعبيّة الداخليّة في اجتِثاث الفساد والتّسريع بالإصلاحين السياسيّ والاجتماعيّ، والبِدء في تحرّكٍ سياسيّ ودبلوماسيّ جريء، وإحداث تغييرات في السّياسات الخارجيّة، العربيّة والدوليّة، لأنّ مُعظم السّياسات القديمة لم تُعطِ إلا القليل من النّتائج، وأدّت إلى تراجع هيبة الدولة، وتهميش دورها عَربيًّا وعالميًّا.
العرب تخلّوا عن الأردن، وسياسة المُرونة، والاستِجداء فشِلت في تخفيف حدّة الأزمة الاقتصاديّة، وناهِيك عن حلّها، والشعب الأردنيّ هو الذي تحمّل العِبء الأكبر مُكرَهًا، وكان نبيلًا ومَسؤولًا في موقفه المُشرّف هذا، وهو مَوقفٌ يستحقّ التّقدير والتّعاطي الإيجابيّ مع مطالبه المَشروعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى