أزمة أخلاق / الدكتور عبد الله بطاح

أزمة أخلاق
الدكتور عبد الله بطاح

قال الشاعر: “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت * فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”.
نظرات عابثة باحثة عن بصيص أمل…ضحكات هستيرية للفت النظر…تتعالى الأصوات لإثبات الوجود… حركات”استعراضية” يظن صاحبها بأنها بهلوانية…تسريحات شعر خرجت عن المألوف… ظاهرة دخيلة على مجتمعنا غزت عقول الشباب نستذكر قصة حاتم ذلك الشاب الذي لم يجد شيئًا يفعله فقرر الذهاب لمدرسة البنات متسكعا لاهيا عابثا باحثا عن صورة مشوهة رُسمت بخياله من المسلسلات التركية أو الهندية….، أو كلمة يسمعها مقتنصا وقت خروج الطالبات، مستعرضا عضلاته أمام فتاة قد يعجب بها ويتمنى أن يتزوجها ولكنها أوهام وأي أوهام؛ لأن الزواج يحتاج لعمل دؤوب ونشاط وجد واجتهاد… ولكنه كالعادة لا يحصل إلا على وابل من الشتائم والذم والتحقير…والأدهى والأمر بأنه يكتب قصاصة ورق ويرميها على حافة الطريقة فيكتب عليها (“اناء حاتم الشايب الواسيم وراقميء …………” ) ليتك يا حاتم لم تكتب فقد أهنت معشر الشباب لأنك منهم، وقد دمرت اللغة.
الأهل والأحبة لعلي أرى بعضا من الأسباب التي قد تكون ذات صلة بهذه الظاهرة أورد منها:
الفراغ فقد قيل سابقًا” إن الشباب والفراغ والجدّة…مفسدة للمرء أي مفسدة”. فعلينا أن نستثمر الشباب فالفراغ داء يجعل الشاب يتخبط تخبطا عشوائيا ليقع في المحظور.
والتفكك الأسري أو انشغال الوالدين بأعمال تلهيهم عن أبنائهم وعدم وضع الأبناء في سلم الأولويات يجعل الشباب يعيثون في الأرض فسادًا دون حسيب أو رقيب.
وثقافة المجتمع التي قد تعزز أو تكافئ مثل هذه الظاهرة وذلك من خلال وقوف أصحاب القرار(الشأن) وأصحاب العقول النيرة بالحياد يجعل من الظاهرة تنمو وتتغلغل وتصبح كالداء الذي لا دواء له.
والبعد عن الدين الذي أمرنا بغض البصر وعدم التعدي على حرمات الآخرين وحفظ أعراض الناس فقد قال تعالى” قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون”…
إخواني إن المسؤولية تقع على عاتق الجميع فالأسرة هي اللبنة الأساسية في التربية والمعلمون هم بناة جيل واعد ومشايخ قريتنا الذين يعتلون منبر رسول الله-عليه أفضل الصلاة والسلام- ومخاتيرنا وكبارنا ورجال الأعمال …كلهم شركاء في محاربة هذه الظاهرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى