أتيتك ساجداً

#أتيتك_ساجداً

#سواليف_الإخباري – أحمد حسن الزعبي

مقال الأحد 31 – 12 – 2023

ربما لم يذق وجبة كاملة منذ أسابيع ، أو ربما لم يذق الطعام منذ ساعات ، وبكل تأكيد لا يعرف شيئاً عن أهله ،عن بيته ، عن أسرته شيئاً منذ شهرين أو يزيد .
جهاده لله ، ولوجه الله، وابتغاء مرضاة الله ، لا يتنازل عن #وطن أو #حق، يركض مسرعاً بين البيوت المهدّمة والعمارات المهجورة ، يحمل بين يديه ذخيرة يريد أن يوصلها لمجاهد آخر ، أو يصطاد بها هدفاً ، كانت تراقبه الطائرة المسيرة ، ترصد حركته وسرعة جريه بين الحواري والمنازل ، كان يهرب منها ، هو يعرف انه مراقب ومطارد ، هو يعرف أنه يركض ليلحق بأحد القطارين ، #قطار_القتال او #قطار_الشهادة…و في لحظة ما أطلقت النار عليه أصيب بظهره واخترق الرصاص ما بين كتفيه ، سقط على الأرض ، حاول ان يستجمع قواه من جديد ليصل هدفه ، لكن نزفه كان كبيراً جدا ، حاول ان يزحف ، أن يبتعد ، لم يطلب النجدة ولم يصرخ ألماً ولم يتلمّس جراحه ويحاول أن يداوي نفسه..لقد شعر بدنو الأجل..سمع زغاريد تأتي من السماء ،وفرحة كان يحلم بها في الدنيا ،شاهد ابتسامة امه ، ووجه أبيه ، سمع أغاني الأعراس، وبيد امه سلة من ورد وملح ، فستان ابيض يقترب منه ، وكل الوجوه التي يحبها تتحلق حوله وتنظر اليه بفرح ، اشتم ريحاً جميلاً جذّاباً خليطاً من كل الورود والبخور أنساه رائحة جلده المحترق…حاول ان يستجمع ما به من طاقة ،ضمّ رجليه اليه بعضهما جلس جلسة التشهد في الصلاة..ثم سجد لله في آخر آخر لحظات عمره..لقد ارتأى أن يأخذ العلامة الكاملة ، ان يختم شهادته بالسجود أيضاَ..وكانه يقول :يا رب أني أتيتك شهيداً ساجداً فهل تتقبلني؟ وكيف ستستقبلني؟…
هذه هي #مراتب_الشرف!
#أحمد _حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى