آباء وامهات في مواجهة العطلة الصيفية / عالية الشيشاني

آباء وامهات في مواجهة العطلة الصيفية

انتهى الموسم الدراسي بحلوه ومره ، وبكل اعباءه المادية التي ترهق كاهل العديد من الاسر ذوات الدخل المحدود وهم الغالبية في مجتمعنا ، وقد تصدر شهر رمضان المبارك موسم العطلة الصيفيه بما يحمله من نظام حياة متفرد ، ثم تبعه عيد الفطر بكل ما يمثله من اعباء مادية اضافيه على كاهل الاسر .
والآن ، نستطيع ان نقول ان العطله الصيفيه للطلاب قد بدأت فعليا بعد انقضاء العيد ، بدأ موسم جديد من ضمن العديد من المواسم التي تمر علينا وينبغي الاستعداد جيدا لاستحقاقاتها

النهار يمضي بطيئا متثاقلا جاثما بحرّه الشديد على صدور الجميع بما فيهم الاطفال والناشئة وهؤلاء يبحثون عن التسلية وتمضية وقت الفراغ باللعب باجهزة الايباد والهواتف الخلويه ، حتى اضحت حياتنا مجرد شاشات نفني اعمارنا امامها .
واغلب الظن ان الآباء والامهات قد باتوا يدركون حجم الخطر الصحي والاخلاقي المترتب من استعمال هذه الاجهزة بكثره ، ورب قائل : الخطر الصحي الناجم عن تلك الاجهزة بات معروفا للجميع ، فما بال الخطر الاخلاقي ؟
لو ان كل اب او ام استقطع من وقته بضع دقائق ليستعرض محتوى تلك الالعاب الالكترونيه التي بات الاطفال والشباب مهووسين بها ، لعرف جواب السؤال ، فتلك الالعاب تتخذ لنفسها عناوين واضحه من مثل ( اهلا بك في عالم الجريمه ) والعاب اخرى تحمل اسم احدى العصابات شعارها ( كن اسطورة في عالم الجريمه) شعارات تحث الطفل على انتهاج العنف مسلكا وغاية ، ناهيك عن احتماليه دخول الاطفال الى مواقع مخلة بالآداب تمس حياءهم وبراءتهم .
اقول ان الاباء والامهات باتوا على وعي بضرورة ايجاد بدائل جيده وآمنه لاطفالهم خلال العطله ، هذا ما لمسته بنفسي من خلال تجوالي على بعض الاندية الرياضية ، فبالرغم من الارتفاع المتزايد لتكاليف المعيشة وزيادة رسوم الاشتراك في الاندية الصيفية الا ان هنالك اقبالا متزايدا من الاسر على تسجيل ابناءهم في دورات السباحه والتايكواندو وكرة القدم وسائر الانشطة الرياضية ، اضافة الى دورات تحفيظ القران الكريم ، ودورات تعليم الرسم والعزف وسواها . كل هذه الانشطه المكلفة ماديا تقبل عليها الاسر ليس من سعة في المال ، فالغالبية تئن تحت وطأة قروض البنوك والغلاء الفاحش ، ولكنهم يتدبرون الامور من اجل نظرة رضا وسرور ترتسم على محيا ابناءهم وبناتهم .
في مثل هذا الموسم ، حيث يأمل الطلاب بقضاء عطلة صيف حافلة بالترفيه ، رُب ام اضطرت لبيع قطعة من حليها لتوفر رسوم النادي الصيفي لابنها ، ورب اب آثر ان يؤجل شراء قميص جديد لنفسه ليضيف ثمنه الى ( عيديات ) ابنته من اجل توفير رسوم دورة سباحه ، يرافقها الى المسبح ، يشجعها ، يضمها مكافأة على اداءها الجيد وابتسامة رضا تعلو وجهه .
في بلدنا حيث تكاد تنعدم النشاطات الترفيهية والرياضية المجانيه ، في بلدنا حيث يزحف الحجر ويمتد على حساب الشجر، تاركا الاطفال والناشئة يلعبون في الشوارع فريسة للاخطار يحاول الاباء والامهات تعويض ابنائهم متسلحين بالحب والصبر والايثار .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى