مصاب كورونا في مستشفى الأمير حمزة .. لا تجمّلوا الصورة مرضى كورونا ليسوا بخير

سواليف – رصد
كتب الزميل الصحفي عبدالله الشيخ المصاب بكورونا والمتواجد في مستشفى الأمير حمزة الحكومي حول تجربته الشخصية ومعاناته والمرضى خلال اقامتهم للعلاج من فيروس كورونا فقال تحت عنوان :
من وحي التجربة؛ رسالة لوزارة الصحة.. “لا تجمّلوا الصورة مرضى كورونا بمستشفى حمزة ليسوا بخير”

بالنسبة لي لم استغرب من الفيديو الذي سُرب للأوضاع الصعبة في مستشفى حمزة، فما رأيته بعيني هناك يفوق الوصف، وأصعب بكثير مما جاء بالفيديو، العيش في المكان ورؤية الأمور عن قرب لا تحتاج لرؤية مثل هذه الفيديوهات لتعيش صدمة المشهد مثل ما بعمل بعض المسؤولين، سيما ما يتعلق بالجانب الطبي.

مرضى كورونا في مستشفى حمزة لا يحظون برعاية صحية جيدة، بل على العكس، الاهمال والتجاهل سمة التعامل مع غالبية المرضى خارج قسم ال ICU “في استثناءات طبعا”.
يصل المريض للمستشفى يتم تسجيل معلوماته، ثم يتم رميه في أحد الأقسام لساعات طويلة بدون رعاية، أو حتى وضعهم على اجهزة التنفس “أكيد مش كل المرضى هيك”.
شخصيا جلست ٤ ساعات على السرير أعدها بالدقيقة، بدون تنفس، اتقلب يمينا ويسارا، أصرخ استنجد، علما أنه تم تحويلي للمستشفى بسبب صعوبة كبيرة في التنفس، لكن للأسف لم يأتِ أحد.
أكثر شيء تسمعه في المستشفى الصراخ، الآهات، استغاثات المرضى للممرضين والأطباء بانقاذهم، في حين صوت شكاوى المرضى والغضب على الاجراءات والمعاملة هو الغالب، بالاضافة لمشاكل ومناوشات بين المرضى والكوادر الطبية احتجاجا على التأخر الكبير في تقديم الرعاية الصحية او تفقد المرضى.
والأهم ان فيروس كورونا هو مرض صدري، رغم ذلك لا ترى أي طبيب صدري مختص، ليطمئنك عن صحتك، او يقيم لك وضعك، علما انو صحتك بتكون بتراجع مستمر والممرض بحكيلك انت بتتحسن، كيف ليش ما بتعرف.

أكثر من مريض سمعته يقول: ” يا رب ريحيني من الحياة، الله ينتقم منكم على هيك تعامل، والله غير افضحكم للاعلام بس اطلع، ليش بترمونا هيك وما بتسألوا عننا، يا ريتني متت في البيت ولا جيت هون”، وآخر شيء يطلب منك ان تكون قويا ولائقا من الناحية النفسية في ظل هذه الظروف.

تحدثت بالقليل مما رأيت، وعندي الكثير من القصص الصعبة سأرويها لاحقا، منها تتعلق بأسباب ارتفاع الوفيات بكورونا بعد كل ما شاهدته من رعاية طبية سواء في المستشفيات الحكومية أو الخاصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى