ما زلتُ هناك لم أرحل / وفاء يوسف الشلول

ما زلتُ هناك لم أرحل …..
المساءُ مُعتمٌ جدا هنا ، والكلمات تلوِّح لي من بعيد ، وقبل أن تعلن قافلة الحروف عن افلاسها سأسترق منها القليل واسقي عطشي للكتابة ….
يزداد الشوق ويعتصرني ويخنقني الانتظار وأنا وحيدة في هذا الليل أُكابد ظلمته وجمرات الحنين المكتسحة ….
مكبّلة أنا بفجوة الزمن وأبعاد كثيرة كأنما جيئ بي من كوكب آخر ووضعت هنا بين نزف الحرف وأسى الروح .
حتى قلمي بات عاجزاً عن التمثيل …
يبدو أن غصّة قلبي نُقلت إليه بالعدوى ، وأتركه يصارع غصّة الحبر علّها تتفجر مرة واحدة ، وتلطّخ كل ما في هذا المكان المقيت ، إنّها جدران غرفتي ، إنّها الجروح المُدماة ….
كم أكره هذه الجدران اللعينة وهذا السقف الذي يصرّ على اكتشاف داخلي أكثر من نفسي….
لم أعد أحبذ الجلوس هنا ولم أعد أريد المكوث في الماضي ….ربما هو الماضي يقطن داخلي …..
لا ادري فقد حاولت تمزيق صفحات من عمري وجعلها هشيماً تذروه الرياح …..
أنا التي تشتت كأنما حُلّت علي لعنة التيه والضلال وبعد هذا كله أقف مترنحّة لا أكاد أحمل نفسي لأقول تباً للماضي ….فأنا الآن قويّة .
خارت قواي وسقطت قبل أن أُكملها …💔
وكالعادة تناولتني أرضية الغرفة مجددةً الترحيب بوهني …

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى