السعادة الموسمية 2 : سعادة النهوض !!
وبعدما صار الصمت سيد الموقف ، لم يكن من المألوف على فتاة ثرثارة ، متفائلة ، وحالمة أن تصمت ،ليست طبيعتها ، بل صار مصدرا للحزن والألم ، يطرق بابها كل يوم ، وفي نفس الموعد ليلا …ليسرق من جفونها النوم والراحة …..
ويسري الألم إلى روحها التي لم تكتمل معالمها بعد ، والتي يطغى عليها الوهم والغضب …على واقع قاس يؤجح كيانها ، فلا تثق بأحد حتى بتفسها ….
هكذا ….إلى أن وجدت طريقا بين الطرق المتشعبة …لم تكن تعلمها…..إنها النسيان …النسيان هو الطريق الوحيد لوقف نزف الروح…
وتبدأ من جديد ، تضع همومها جانبا .. وتضع بين عينيها هدفا ، ستصل اليه ، وتوقف المجتمع عند حده ، ذلك الذي يقبل الرجل بكل عيوبه ، ويجرم المرأة لأقل عيب ، لا تسوده العدالة ..وإذا لزم الأمر …وتنتظر طول الحياة ، فلم لا تصنع العدل بنفسها ؟!
ها هي الحياة تعطيها الفرصة من جديد ، وقد صارت في السابعة عشرة من عمرها ، ضعيفة من داخلها كمرآة مكسورة.. وجراحها تعكس نفسها ..تنعكس في قلبها ….ولكن والحمد لله ما زالت لديها الجرأة والشجاعة …لمواجهة الواقع وان لا تستسلم كالجبناء …
لقد كتب لها القدر نصيبا من السعادة لم تشعر بها من قبل ، إنها سعادة النهوض بعد السقوط !!
لا تشبهها إلا سعادة الأطفال عند تعلم المشي ، فيسقطون كثيرا …ويشعرون بالألم مرارا ..ولكن شعور النهوض والوقوف لأول مرة ينسيهم كل تعب المحاولة .
وها هي تقف وتضحك وكأنها تضحك للمرة الأولى في حياتها ، فقد نسيت منذ زمن كيف تضحك !!
هذه الفتاة التي كان قلبها أشلاء …حققت ما لم يحققه من يظنون أنهم سعداء ، وأصبح حلمها هو واقعها ، فقد أزالت الفجوة بين الحلم والواقع …الواقع الذي كان ألد الأعداء !!
واكتشفت أن للسعادة مواسم من عمر الانسان ، وأننا قد نجدها في صديق أو قلب تقي ، قد تجدها عندما تصير أما أو أبا …أو في طريقك للعمل …
لقد كتب الله لنا جميعا سعادة ، فلنبحث عنها ، مهما كان المشوار طويلا ، والرحلة متعبة ، وعندما نجدها نمسك بها بإحكام …ونتشبث بها ….
لقد كانت سعادة الفتاة ذات 17 ربيعا في نجاحها …ففيم سعادتك أنت ؟؟
أبدعتي كعادتك طالبتي العزيزة ، وأرجو لك مزيدا من التفوق والتقدم …وأن أراك ذات يوم أديبة الأردن الأولى وأنت تستحقين… كل الحب والتقدير لك يا ذات الإرادة والوفاء …لأنك قدوة….