السعادة الموسمية 2 : سعادة النهوض !! / وفاء يوسف الشلول

السعادة الموسمية 2 : سعادة النهوض !!

وبعدما صار الصمت سيد الموقف ، لم يكن من المألوف على فتاة ثرثارة ، متفائلة ، وحالمة أن تصمت ،ليست طبيعتها ، بل صار مصدرا للحزن والألم ، يطرق بابها كل يوم ، وفي نفس الموعد ليلا …ليسرق من جفونها النوم والراحة …..
ويسري الألم إلى روحها التي لم تكتمل معالمها بعد ، والتي يطغى عليها الوهم والغضب …على واقع قاس يؤجح كيانها ، فلا تثق بأحد حتى بتفسها ….
هكذا ….إلى أن وجدت طريقا بين الطرق المتشعبة …لم تكن تعلمها…..إنها النسيان …النسيان هو الطريق الوحيد لوقف نزف الروح…
وتبدأ من جديد ، تضع همومها جانبا .. وتضع بين عينيها هدفا ، ستصل اليه ، وتوقف المجتمع عند حده ، ذلك الذي يقبل الرجل بكل عيوبه ، ويجرم المرأة لأقل عيب ، لا تسوده العدالة ..وإذا لزم الأمر …وتنتظر طول الحياة ، فلم لا تصنع العدل بنفسها ؟!
ها هي الحياة تعطيها الفرصة من جديد ، وقد صارت في السابعة عشرة من عمرها ، ضعيفة من داخلها كمرآة مكسورة.. وجراحها تعكس نفسها ..تنعكس في قلبها ….ولكن والحمد لله ما زالت لديها الجرأة والشجاعة …لمواجهة الواقع وان لا تستسلم كالجبناء …
لقد كتب لها القدر نصيبا من السعادة لم تشعر بها من قبل ، إنها سعادة النهوض بعد السقوط !!
لا تشبهها إلا سعادة الأطفال عند تعلم المشي ، فيسقطون كثيرا …ويشعرون بالألم مرارا ..ولكن شعور النهوض والوقوف لأول مرة ينسيهم كل تعب المحاولة .
وها هي تقف وتضحك وكأنها تضحك للمرة الأولى في حياتها ، فقد نسيت منذ زمن كيف تضحك !!
هذه الفتاة التي كان قلبها أشلاء …حققت ما لم يحققه من يظنون أنهم سعداء ، وأصبح حلمها هو واقعها ، فقد أزالت الفجوة بين الحلم والواقع …الواقع الذي كان ألد الأعداء !!
واكتشفت أن للسعادة مواسم من عمر الانسان ، وأننا قد نجدها في صديق أو قلب تقي ، قد تجدها عندما تصير أما أو أبا …أو في طريقك للعمل …
لقد كتب الله لنا جميعا سعادة ، فلنبحث عنها ، مهما كان المشوار طويلا ، والرحلة متعبة ، وعندما نجدها نمسك بها بإحكام …ونتشبث بها ….
لقد كانت سعادة الفتاة ذات 17 ربيعا في نجاحها …ففيم سعادتك أنت ؟؟

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. أبدعتي كعادتك طالبتي العزيزة ، وأرجو لك مزيدا من التفوق والتقدم …وأن أراك ذات يوم أديبة الأردن الأولى وأنت تستحقين… كل الحب والتقدير لك يا ذات الإرادة والوفاء …لأنك قدوة….

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى