لأنه المعلم

لأنه المعلم

#مصعب_البدور

ويسألونك عن #المعلم فقل #نهضة #الأمة، وبابها إلى الآفاق، وفكرها المبثوث في كل عقل وقلب، وحصنها الحصين، وأنموذجها المثالي، ومحضن أجيالها، كيف لا وهم ورثة خير معلم عليه الصلاة والسلام.

فإن بحثت عن عيني المعلم فستجدها بين الكراريس، وإن سألت عن يده ففي المحابر والأوراق مغموسة، وإن سألت عن راحته فبين مقاعد طلابه يوجه هذا ويصوب هذا ويناقش هذا، وإن سألت عن سعادته فبسمة طلابه وسعادتهم، وصوت لعبهم العالي، وإن سألت عن طربه فانظر إلى ترنمه على ألحان ضجيج الشغب في المدرسة، وإن سألت عن فرحه فارقب تعابير وجهه وملامحه يوم نجاح طلابه وتفوقهم.

مقالات ذات صلة

لأنه المعلم؛ فإنك لا تستطيع وفاء فضله، إذ علمك في بدايتك، ورافقك في ثورتك، واحتمل مزاجيتك في مراهقتك، نفرت فحاورك، وأخطأت فصوبك، وأحسنت فعززك.

ولأنه المعلم، نحبه ونحترمه، فهو المجتمع، والقيم والأعراف، لا تصلح حياتنا إلا بوجوده، ولا نطلب الرفعة والتطور إلا من خلاله، ولا نحلم بالمستقبل إلا بمخططاته، دفتر تحضيره تاريخ وحضارة، وقصص أجيال

حلّقت في فضاء الحياة.

ولأنه المعلم، نميّزه عن غيره، فعمله صناعة، وخطابه قانون، وحركته ثورة، وثورته نهضة، ونهضته سماء وآفاق، فإذا تحدث صدق، إذا عاهد أوفى، وإذا أؤتمن أدّى، وإذا خاصم صفح. وجوده قوة، وحضوره هيبة، ونقاشه ثراء فإذا وقف علّم الأجيال العز، وإن جلس علمهم الثبات.

ويسألونك عن الوفاء، فقل عنوانه في غرفة المعلمين، ودروبه في الصفوف، وميدانه الساحات، فهو الوفي لطلابه، لا يكذبهم ولا يظلمهم ولا ينقصهم حقّهم، فإن طلبته احتكموا إليه عدل، وإن قصدوه أعطاهم.

ويسألونك عن الكلمات، فقل تتزين بوصفه، وتتعطر بذكره، وتزهر بعلمه، وتشمخ بالكتابة عنه، وتبدع إن كانت شعرا فيه، وتشرق إذا فتح عينيه ليقرأها.

وإن سألت عنين أقول عرفت الخسارة يوم غادرت غرفة الصّف، وخرجت من بين الطلاب، وانقطعت عن كراريسهم، وانسحبت من بين مقاعدهم، كانوا سعادتي وأنسي، حتى خرجت من بينهم فصاروا ذاكرتي الجميلة، وذكرياتي السعيدة.

معلم وأفتخر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى