“العمر بيخلص والشغل ما بيخلص ” .. مثل لا ينطبق على الشاب الأردني

سواليف – فادية مقدادي
شهادات جامعية صارت تكلف الاردنيين مبالغ كبيرة اضطرت البعض الى بيع الممتلكات والعقارات والأراضي ، كي يؤمن ابته وابنته بشهادة جامعية ومؤهل يمكنه من الحصول على فرصة عمل كي يبدأ حياته ويؤسس لعائلة .
ولكن …
لم يكن حساب الحقل مثل حساب البيدر ، فبعد ان تنتهي طقوس الفرح والمباركة في بيوت الأردنيين بعد التخرج ، ويبدأ الخريج في البحث عن فرصة عمل ، يصطدم بطوابير الخريجين من قبله في ديوان الخدمة المدنية والذين ينتظرون دورهم في التعيين والحصول على وظيفة منذ سنوات ، إضافة الى البطالة بين الشباب الأردني والذين لا تنطبق عليهم شروط الشركات الخاصة للحصول على فرصة عمل ، من حيث عدد سنوات الخبرة ، او استغلال أصحاب العمل للشباب ، حيث لا يلبي الراتب المعروض أدنى متطلبات المعيشة الكريمة للشاب الأعزب، وبالتالي لا يستطيع أن يدخر ليتزوج ويكون أسرة .
سنوات من الانتظار ، حيث اصبح الشاب عالة على والده الذي تقدم به العمر ، والذي كان ينتظر ابنه كي يتخرج ليزول همه عن كتفيه ، وإذا بهمه يكبر وهو يرى ابنه متعطلا ، لا يجد مصروفه ، والابن يستحي ان يمد يده الى والده المسن الذي لم يقصر معه يوما .
كثيرا ما كان يسمع من أفواه من هم حوله المثل الذي يقول : العمر بيخلص والشغل ما بيخلص … فصار يردد بينه وبين نفسه .. خلص العمر دون ان أجد شغلا أو عملا أشكو منه بأنه لا ينتهي .
ما عاد هذا المثل ينطبق على الشاب الأردني والذي تجاوز الثلاثين من العمر وهو على لائحة الانتظار ، وفي طوابير البطالة والمتعطلين عن العمل ، وفي كثير من الحالات نرى الشاب يرضى بأي عمل فقط كي يلبي احتياجاته الشخصية ، وان كان لا يمت بصلة للتخصص الذي درسه والشهادة الجامعية التي يحملها .
شاب اردني علق على ما آل إليه حاله بعد سنوات من التخرج ، وقد تجاوز الثلاثين من العمر .. العمر خلص وانا انتظر دوري في التعيين او الحصول على فرصة عمل ، الشركات الخاصة تشترط الخبرة ، والخبرة تحتاج الى عمل وانا ادور في حلقة مفرغة بلا عمل ولا خبرة ، وبعض أقراني ممن يمتلك الواسطة استطاع ان يتجاوز دوري ودور غيري في التعيين ، وحصل على وظيفة ، وتزوج وصار يتدرج في المناصب .. وأنا أتفرج .

شاب آخر علق قائلا .. ” طول عمرنا بنسمع انه العمر بخلص والشغل ما بخلص .. انا شايف الشغل خلص واحنا لسا عايشين ” في إشارة منه إلى قلة فرص العمل الموجودة في الأردن .

بينما كتب آخر …#مثل_شعبي “العُمر بخلص والشغل ما بخلص”
لذا كُل ما نقوله: اللهم سفراً اللهم سفراً ” .. في إشارة منه الى ان الهجرة هي الحل أمامه للحصول على فرصة عمل .

ليرد عليه شاب .. حالي ليس أحسن من حالك .. احنا بنشتغل بالاردن عشان نجيب مصاري نروح فيها عالشغل .

ويعلق ثانٍ … خلص العمر .. والله معك حق الي ٣ شهور بدوّر على شغل وعلى الفاضي الله وكيلك حاس حالي بصحرا .

من ناحية ثانية ، يمضي العمر بالشاب الأردني وتضيع سنوات من حياته ، بينما يرى العديد من المسؤولين الذي يلغوا سن التقاعد وحصلوا على تقاعدهم ، وتجاوزوا السبعين من العمر ، ليعاد تعيينهم في مناصب جديدة ووزارات أخرى ، أو يعاد إحياؤهم مع أول تعديل وزاري ليقسموا اليمين الدستوري ، ليحصلوا بعد انتهاء عملهم على تقاعد جديد ، والشباب الأردني في حالة من التحسر والانتظار والتعجب .
وما يثير الاستياء أكثر ، أن بعض المسؤولين ، ما إن يقدموا استقالاتهم من منصب ما ، أو يحالوا على التقاعد لبلوغهم السن القانونية ، خلال ساعات يتم تعيينه في منصب جديد وامتيازات جديدة وراتب يفوق راتبه في المنصب الذي تركه ، بينما غيره لا يستطيع الحصول على فرصة عمل تؤمن له العيش الكريم .
شاب أردني علق على ما يحدث معه قائلا ، في الأردن القوانين العالمية لا تنطبق ولا تُطبق ، نحن حالة فريدة على مستوى العالم في قوانينه وممارسات مسؤوليه .
في الأردن العمر ينتهي .. وطاقات الشباب تذهب سدى دون أن تستغل كما ينبغي .
ونحن نعلم جيدا أن وقت الفراغ بلا عمل سيؤدي إلى مشاكل اجتماعية ونفسية لا يحمد عقباها .
صرخة وجرس إنذار يجب أن ينتبه له المسؤولون ، لتغيير الكثير من السياسات المتبعة في التنفيع وإعادة تدوير المناصب ، وإحياء عظام من أخذوا حقهم في الوظيفة والمنصب والامتيازات ، لإعطاء غيرهم من المتعطلين الفرصة في العمل والعيش كحق ضمنه الدستور .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى