” هيلين ” التقاطة ذكية لفكرة استثمار نموذجي يدعم سياحة التعليم ..

كتب نادر خطاطبة
مشروع هيلين لسكن الطالبات، التقاطة ذكية لفكرة استثمار نموذجي روعي فيها جوانب السياحة التعليمية، وأخذت بعين الاعتبار القيم الاجتماعية المتصلة بحالة القلق الأسري على الطالبات، إن فرضت ظروف الدراسة غربتهن، سواء محليا بين المحافظات، أو عربيا وعالميا للقادمات من الخارج، وهذا توصيف أو انطباع، يلخص أهمية الاستثمار كداعم للمسيرة التعليمية على صعيد إقليم الشمال، ومحافظة اربد خصوصا.

قبل قرابة نصف قرن، حين انشئت جامعة اليرموك، شكلت اسكانات الطالبات داخل الحرم الجامعي، وباشراف كلي من إداراتها، عاملا كسر عوائق أمام مسيرة الاناث التعليمية لدى الكثير من الاسر، ولاحقا حين تخلت الجامعة عن هذه الخدمة، لاشك برزت مشاريع إسكانية بديلة سعت للقيام بذات الدور، بعضها نجح نسبيا، وغيرها فشل، خصوصا بمراحل الاكتظاظ السكاني الذي وسم مناطق الإحاطة بالجامعة بسلبيات عدة، من بفعل عوامل عديدة، لاشك أن اللجوء السوري أحدها، فبات السكن للطالب الجامعي خاصة الإناث منهم معضلة، ولربما أن مشروع هيلين اخذ بالاعتبار هذه العوامل بنهجه الاستثماري ومقوماته .

المشروع من حيث التكلفة وان لم تعلن رسميا، قيل انها 22 مليون دينار، وباكورته التي تؤسس لمراحل استثمارية توسعية لاحقة، افتتحت أمس بمبنى ضخم، ( ٨ طوابق و٢٥٠ غرفة ومرافق ) وأقل ما يمكن أن يوسم به أنه من فئة الفندقة خماسية النجوم، لكن وفق ما أعلن من إدارته أو جهة الاستثمار أن أسعاره بمتناول الجميع، ومتقاربة مع فئات السكن المنتشرة بالمحافظة، لكن بأفضلية جودة وتنوع وتكاملية الخدمة للطالبات.

مقالات ذات صلة

الخدمة وفق مشاهدات جولة نظمتها الإدارة لاعلاميين ومسؤولين ومهتمين لاشك أنها عكست تكاملية، تصب في توفير كل متطلبات العيش النوعي، المفضي لصفاء ذهني يتفرغ للعلم والتعلم ، والوسائل الخدمية الفندقية راعت هذا الجانب إلى أبعد الحدود، فكما الدراسة بمستلزماتها وحاجاتها واجوائها توافرت، فللراحة والاستجمام، وممارسة الأنشطة اللامنهجية أيضا وقت، وحتى تلك الأنشطة ذات الخصوصية بالمرأة عموما .

في الجانب الاقتصادي لاشك أنه المشروع اليتيم منذ ما يزيد عن العقد الذي تشهده محافظة اربد من نواحي الاستثمار، وفر ابتداء قرابة مئة فرصة عمل مباشرة ، ولاشك أنه سيوفر أكثر منها على صعيد غير مباشر، متصلة بديمومة المشروع، وسلاسل التوريد لاحتياجاته، والتوسعات المستقبلية التي يعول عليها .

هي عجالة وانطباعات ولدتها زيارة المشروع، الذي نطمح أن يخلق تنافسية لنظرائه، حتى بمجالات أخرى، في ظل شح الأفكار الاستثمارية والتنافسية، وان كان هيلين رائدا بالفكرة، فلا شك أنه يرحب باي تنافسية من شأنها تعزيز الفرص التنموية وزيادتها، مع الإشارة إلى أن نجاح المشروع وفق ما هو مخطط، سيكون بداية انطلاقة لمشاريع إسكانية متصلة بالقطاعات الطبية، والصناعية في الشمال، منطلقها بيئة استثمارية مدروسة من القطاع الخاص، وبعيدة عن أفكار الوهم الاستثمارية التي اشبعنا الرسمي بها، وما يزال ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى