إجرح وداوي / وائل مكاحلة

إجرح وداوي

سأخبركم أمرا ربما لا يؤرقكم كثيرا.. أنا لم أحب جماعة الإخوان يوما، أبدا ولم أحبذ فكرة الاقتراب من موائدهم ومهرجاناتهم رغم الدعوات الكثيرة من المقربين، ربما هو اختلاف أيديولوجي أو فكري.. وربما هي موروثات لم تفارقنا يوما، حين وعينا على أن الإخوان حزب أتى به الإستعمار ليكون قريبا من عاطفة الشعوب ذات الغالبية المسلمة..

بعد تفجيرات عمان الغاشمة 2005 كانت للإخوان آراء تقاطعت مع آراء الناس وعواطفهم حول الإعتداءات وضحاياها من شهداء الوطن، حتى كانت حادثة العزاء الشهيرة التي عزفت تتر النهاية لمسلسل القاعدة الشعبية، والتي اضطرت الإخوان للبدء من جديد في حشد التعاطف الشعبي والقبول لدى رجل الشارع..

الإخوان أيضا وجدوا في الخريف العربي فرصة لركوب الموجة من جديد، هذا عمّق الفجوة بينهم وبين الحكومات والمواطنين على حد سواء عندما خرجت الأمور عن كونها مسيرات تطالب بالإصلاح، لتتحوّل إلى مظاهرات ترتفع سقوفها بسرعة غير مسبوقة في تاريخ الدولة الأردنية..

مقالات ذات صلة

لن نتحدث عن الشقاق والجمعية المرخصة والحزب المخالف للقانون، هذا لن يخدمنا أولا.. ثم أن الجماعة هم أكثر من يعرف أن شقاقاتهم الداخلية أكبر من أن تُستوعب داخل مكاتبهم ثانيا، نحن هنا بصدد انتخابات نيابية أعلنوا هم أنفسهم عن مقاطعتها مرتين متتاليتين متذرعين بأشياء كثيرة ليس الفساد بأهونها، رغم معرفتهم التامة بأن فقدان الثقة بينهم وبين رجل الشارع لن يأتي بثمار صالحة للاستهلاك.. لماذا يدخلون معركة خاسرة إذا؟!!

أستذكر كل هذا الآن وأنا أمر بلافتاتهم الانتخابية ولوحاتهم الدعائية، ومقاطع الفيديو المنتشرة بقوة على صفحات التواصل الاجتماعي تحت مسمى”التحالف الوطني للإصلاح”، ثم أنظر إلى فحواها تزخر ببرامج وخطوط عريضة لسياسات تخدم الشارع بحق، وأحاول مقارنتها ببقية البرامج التي لم تخرج عن أطر محفوظة سلفا (فعلت وسأفعل.. كنت وسأظل.. لن أخذلكم.. لن أبطحكم….. إلخ)، أقارن كل تلك الشعارات مع برامج واعية تلمس الشعور الوطني والمصلحة العامة وتدغدغ أحلام الناس وتطلعاتهم، فأجد أن الإخوان أتوا – نظريا حتى الآن – بما لم يستطعه الأوائل ولا اللواحق، هناك فرق كبير بين أن تعد بما لا تستطيع.. وأن تعد بخطط ونهج تسير عليها فتوصلك إلى أن تكون..

أما بالنسبة لإلحاق الفعل بالقول والأهداف بالخطط، فهذا من ضمن تكهنات عديدة ستحسمها الأيام القادمة والدورة الجديدة……. إذا أحيانا الله…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى