صديقي ابو كنافة لاتتعرفوا عليه! / د.ماجد توهان الزبيدي

صديقي ابو كنافة لاتتعرفوا عليه!

عند مراجعتي إحدى الدوائر الخدمية تعرفت على موظف سالني عن أسباب قلة التذكر عنده وسرعة النسيان!فقلت له:معظم سكان الأردن مثلك!لا تقترب من تناول الأطعمة الدهونية كثيرا!
قال:مثل ماذا؟
قلت:المنسف والحلويات مثلا!!
ضحك الرجل وقهقه عاليا ثم قال –لافض فوه- :انت لاتعرفني في مجال الطعام!واردف:كل شيء ممكن أن أقلع عنه سوى المنسف والكنافة!
قلت :لابأس .لكن مرة واحدة اسبوعيا وبإعتدال!!
ضحك الرجل ثانية ضاربا كفا بكف،وقال:أقسم لك بالله انني دخلت في مراهنة مع اصدقاء على التهام 21 علبة تونة في ستة دقائق لقاء مبلغ ثلاثين دينار اردني ،وفزت بالرهان!
ولما أطلقت تصفيرة عالية مع ضحكة مدوية –وأنا العارف بصدقه- عالجني فورا بقوله”واقسم لك ثانية أنني دخلت في مراهنة مع صديق لي، من دار “ابو دلو”، يعشق مثلي الكنافة، لكنه لايأكل أكثر من كيلوغرام واحد في جلسة واحدة!على رهان مُحدد ملخصه:إذا أكلت أنا ثلاثة كيلوغرامات كنافة في جلسة واحدة، يدفع هو الثمن ولا يذوق الكنافة أو أي نوع من الحلويات طيلة اليوم!
وأضاف مُحدثي” البلوه”!:جلسنا في محل الكنافة ،وطلب لي الرجل الكمية المحددة ،وكانت ريالته تسيل مع كل شفطة أشفطها من الكنافة!إلى أن قضيت على الكمية كلها !!وما كان من” ابو دلو”، سوى التحسر ،ليس على المبلغ الذي دفعه ،بل على حرمانه مما يشتهي هو!بعد ان صرح “يحرق تينك”!!
لكن الأمر الأكثر طرافة في لقائي مع الرجل –الحوت ،على الرغم من لياقته، سرده لي قصة سفر إبنته لمدينة طولكرم عند أخوالها ،وكيف هاتفه نسيبه مازحا معه بالقول:”بدنا نخلي البنت عندنا هون لسنة كاملة”فما كان من ابو الكنافة والمنسف سوى الرد التالي:إسمع يانسيبي :يبدو انك تستعجل تحرير فلسطين!
رد النسيب:أتمنى ذلك! لكن كيف؟
قال الرجل – الحوت ابو الكنافة:هناك أمران يستعجلان تحرير فلسطين هما :إحتجاز بنتي “سمر” عندكم، وثانيهما إنقطاع المناسف والكنافة من الدنيا مع وجود منسف لحمة بلدية وسدر كنافة على أحد أسوار عكا!!عندها سوف أزحف لتحرير فلسطين”!!
هنا لم اتمالك نفسي! ورحت بين عطاس وسعال وقهقه ومسح دموع عينيي!!لكنني بيني وبين نفسي ،لن أسير في منطقة محلات الكنافة بمدينة إربد أثناء فترة العطل ،لئلا التقي بالرجل الحوت ابو طنجرتي الأرز والملوخية،وسدر الكنافة ،فأقعد ملوما محسورا!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى