سناجُ الثرثرة

 
#سناجُ_الثرثرة..
خاص #سواليف
مقال الأحد 16/ 10 / 2022
 
أعيش حياة بريّة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، معظم أيام الأسبوع تغرب #الشمس عليّ وأنا هناك في السهول ، أمشي بين العشب اليابس والصخور الراسخة  والشوك المحنّط ، أطرب إلى صوت العصافير البعيدة ونعيق الغربان ،وأبتهج  لنباح كلب كنعاني يطارد “تنكات” الماء وتراكتورات الفلاحين وبكمات أصحاب #المزارع ، أمضي ساعات وأنا هناك أراقب “الزوابع” في الأرض البور ، أرفع رأسي إلى أسراب #الحمام التي تطير بكل اتجاهات السماء ولا تكترث لمناكفات البشر السخيفة، وتدهشني قوة تركيز الباشق وهو يفرد جناحيه بثبات  لا تهزّه الريح ولا تجرفه التيارات العالية.. أفتح حواراً جاداً مع الشجر الصغير، نتكلم بقضايا هذا المدى الفسيح  وأسمع لاهتزازتها باهتمام ..هناك لا اسمع رنّة هاتف ،ولا تنبيه رسالة ،ولا زامور حافلة، ولا فرامل سيارة مسرعة ،هناك أسمع الحياة فقط..
**
في ساعات الصباح الباكر أفعل ذات الشيء، أمشي بالأرض المحروثة أستمع إلى مداخلات مواطني السماء والأرض الحقيقيين ، الذين لا يبغون على بعضهم بعضا ،لا يظلمون ولا يظلمون،  أنظر طويلاً إلى شجرة الكينا ، كسارية علم ، كوطن ممتد وارف وواقف ، تخبئ بين أغصانها العصافير ،تخبئ الحمام البري ، تخبئ البومة البيضاء ،  تخبئ الغربان ،تخبّيء الهدهد ،وتخبئ الأفاعي أيضاَ ، تحمل الجميع ولا أحد يحملها ، لا تشي أو تضجر بأي من سكّان جذوعها أو طوابقها ،هم أبناؤها الذين تحبّهم وتحميهم في وطن التناقضات..هم أجراسها التي تقرع بهم صباحات اليوم التالي ،تغريد ونعيق وهديل ونئيم وفحيح،  ما الحياة الا كل هذا الخليط..أرفع رأسي طويلاً إلى السماء ..معترفاً أن “العزلة بوابة التفكّر التي تدخلك إلى سرايا الإيمان “..
 
في العزلة فقط.. أغتسل بالصمت من سناج الثرثرة..
 
#أحمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى