اوابد اردنية

#اوابد_اردنية

د. #بسام_الهلول
….( القلاعة…والنفيلة)…
هاته المفردات بل مفتتحات السر لخبيئها…ولما تحتها من ( ركاز)…ومركوم في الدلالة يحتاجها القاريء الحداثي ، امر يستدعيني ( توطينها ) او( تقييدها )..كي ننفك من ( آبدتها )..و ما نقوم به من تأنيس لتوعرها وتوحشها . وهذا ما يطلق عليه عند مدرسة النقد الحديث ( التوطين)او( الترهين)…
من مساحة ما تقدَّم، باعثٌ معلِّل لطلب الرُّخصة ممَّا (زكنته) من توطين هذه الاوابد . (وللمتقبِّل) ثمَّة مهمَّة ليصيِّر الناجز، ويخلِّق الممكن لمتوالياتها فكراً لا إشهاراً.( القلاعة و النفيلة)..
​مناطق نفوذ تخذت لنفسها مزاج الربع الخالي
، ولم تختلف أقلامهم إليها (حيث المضنون به على غير أهله) وأعزُّ ما يطلب للامساكِ بالضنين. تحيين هذا المفهوم و(توطينه)، أو ما اصطلحت عليه المقالة بزعمٍ منها (الاسترعاء). فالمقالة هنا، مجرى إلى وجود، واحتمالُ حدوث، كاستحقاق لوجودنا وكينونتنا الحضاريّة؛ ذلك أنَّ القراءة وجاه “مجتمع يعيش انهياره أو انكساره )…فكأنَّنا أمام كائن محتضر، رُفع الحجابُ عن سرِّه باحثاً عن المقنع في تبيانها أو تناسبها
​فالمقالة معنيّة برفع الحُجِب عن بِنَىً وكشفٍ عن تركيباتٍ ، استجابة. للكلمات العامل، كما هي الارض البور نحتاج الى ( الثور العمال )..بتشديد الميم وسنقوم باسترعاء هذه….( الأوابد )( القلاعة والنفيلة).. حتى تأخذ مكانها عند سكان احياء ( الظهير و عبدون و دير غبار)… ولاينكر احد علينا من جماع( الصلعان).. او من مروجي ( المثلية).. ولا ينكر علي من قال بالامس ( حصانك حبلى ).. والوافدون الجدد ولا يأخذ بلحيتي جماعة ( الددي واوا ..او من صنفوا انفسهم … ليكي الواوا احح ) …. فؤادي افرغ من فؤاد ام موسى حيال بني جلدتنا في الاردن الحديث… ورغم مااقوم به من جلد لذواتي …وليست ( زواتي)…ولا من صبت جام غضبها على الاردنيين ( ايش هيدا يا دلي شو Sauvage…ونزلت بحذائها على رؤوسنا دون اعتزار اسف اعتذار… ورغم محبتي لوطني. اذ ناغيت فيه الهوى فى مهده … و رضعته فكان المرضعا
و على سفحه عشت زمنا … و رعيت غنم الاهل فيه … وحدوت الشمس في مغربها …ولا زلت اذكر تلك الربى اذ كانت ملعبي…. و خططت فى نقى الرمل فلم تحفظ الريح..ولا الرمل وعى
… ما للحجارة صما…كلما جئتها
.. راجعت الصبا .. فأبت ايامه ان ترجعا….قد يهون العمر الا ساعة….وتهون الارض كل الارض ..الا موضعا….ورغم هذا النسيب والتشبيب
الا ان مايميز اجتماعنا الاهلي ومن لدات قدره( لدايا الصاج)…وهي حجارة بعدد الاثافي( ثلاثا).. يستقر عليها الصاج وهي ( المركابة)… ذات الشعب الثلاث فيها محل( مخض اللبن)… وموضع الولد الرضيع تهدهده وتغنيه كي ينام بكلمات فيها ( التصغير للتحبب ( نام ياch ليبي نام ).. تصغير كلب اي( جرو)…رغم اني كنت اطمع ان تهدهدني امي بترنيمة( نام نام اذبحلك فرخ الحمام )..ولكن هيهات…او تشدو على مسامعي( ليكي الواوا…اح)… لان الطبيعة والاجتماع وشظف الحياة اعدتني كي احضر لأمي( القلاعة)…وهي انني اقوم عند بلوغي التعرض لقافلة ما واقوم بفعل ( السلب)..والنهب وهي مؤهلات قبيلتي كي تسمح لي شرب فنجان القهوة السوداء اذ من اشراط الرجولة ان اتيها ب( القلاعة)…او ( النفيلة)…وهذه هي شارات من شارات الفحولة والرجولة ان اغزو كي اتيها( بالنفيلة)…وهذا هو المركب النفسي البدوي حينذاك او شارة من شارات مجتمعنا…الذي يقوم على النفل والغنيمة…بل هي المعيار الحقيقي كي تنضم لمجتمع العشيرة…ومن هنا جاءت سورة من سور القران ليعترف بان المركب النفسي للعربي او البدوي( حضوره في عوالم الغنيمة)…ولعل ذاك النداء الذي نادى به الرسول محمد بن عبد الله. صلوات الله عليه اهل بدر( يستنفرهم ويحفزهم( هذه عير قريش اخرجوا لعل الله ينفلكموها )…ونظرا لحميمية العلاقة بين العربي وبين النفل وارتباطه النفسي والعضوي جاء خطابه( ينفلكموها)…مع ان الفصل هنا جائز( ينفلكم- اياها).. كما ورد في الفية ابن مالك في النحو لكن النفل والغنيمة لصق العربي والبدوي اذ هي شارة من شارات اجتماعه وهي علامة على رجولته… وافته اذا حرم منها لان هذا الاجتماع يقوم على معادله الموضوعي( ان لم ينفل…يأفك)…بل هي مفردات شخصه المفهومي..من هنا طعنت بعض الاعراب في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الامر الذي يفسر( حديث الافك).. ذلك انهم لم ينفلوا من الغنائم … واسقط كثيرا من امتيازاتهم فثمة تلازم بين الاعراب والنفل ومن هنا شاع في امثالنا الشعبيه( اننا نحمد السوق الذي ننفل منه)…او نربح فيه…هذه علائم وصوىً بل مفاتيح لشخص الاعرابي ( ان لم ينفل …اي لم يغنم منك…نزل بساحك واتهمك في عرضك….كما فعلت الاعراب من قبل…من هنا جاءت( الاحيائية ).. ترميزا من شارات مجتمعنا الاردني…( ان لم ينفل…يأفك..).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى