ذكرى استشهاد كايد مفلح عبيدات / سيرة ذاتية

سواليف – رصد

“عندما يكون الموت حق فأشرف أنواع الموت أن يكون على تراب فلسطين شعارنا إلى الأبد وسنعلمه للجيل الذي سيأتي من بعدنا”
هكذا كان شعاره الذي عاش من أجله وقضى من أجله أيضاً.

‏يصادف اليوم العشرين من نيسان ذكرى إستشهاد الشيخ البطل كايد مفلح عبيدات أول شهيد من شرق النهر على ثرى فلسطين الحبيبة في معركة’تلال الثعالب’ قرب سمخ رداً على إتفاقية سايكس وبيكو ووعد بلفور ، حيث استشهد على ثرى فلسطين كأول شهيد أردني عام 1920 .
ولد الشيخ كايد العبيدات في قرية كفرسوم عام 1868 وتربى في كنف والدة الشيخ مفلح وإخوته الكبار منذ السنوات الأولى بدأت علامات نضوج تربوي وسرعة البديهة لذلك بشر والده أنه سيكون ذا شأن وفعلاً عندما كان في العاشرة من عمره حفظ القرآن الكريم بالإضافة إلى أنه كان يتمتع بخط جميل أثار إعجاب كل من كان يشرف على دراسته أو من كان يطلع على سيرته اليومية.
تلقى تعليمة في الكتاتيب وكانت عائلة العمري تهتم بالكتاتيب ودراسة القرآن الكريم ، والحساب والدراسات الأولية للقراءة والكتابة هذه الدراسة يستفيد منها البعض في مكافحة أميته والبعض الأخر قد تكون البداية لصقل الشخصية لذلك معظم الزعامات الوطنية في كل بلاد الشام ، كانت ثقافتهم التعليمية في الكتاتيب ، فمجموعة من الزعماء كانت دراستهم في الكتاتيب ولكن كان عندهم الوعي بقراءة التاريخ العربي.
أصبح كبيرا لقومه في شبابه، وتحول مع الوقت لأحد الزعامات البارزة في شمال الأردن وفلسطين والجولان، وورث عبيدات مشيخة عشيرته عن والده في سن مبكرة؛ نظرا لتوجهاته السياسية المرتبطة بمواجهة سياسات حزب الاتحاد والترقي العنصرية وبذات الوقت الاهتمام بمنع إقامة كيان للحركة الصهيونية في فلسطين المحتلة.

وبرز العبيدات بشكل خاص خلال الاجتماع الشهير الذي ضم شخصيات أردنية وعربية والذي انعقد في عجلون عام 1917 رفضا لوعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو، حيث وقع عليه الاختيار من بين الشخصيات الحاضرة لحشد الجهود من كافة الشخصيات العربية لمواجهة مخططات اليهود.

بدأ الشيخ قيادة القوات العربية التي بدأت بالتشكل لمقاومة تهويد فلسطين عام 1920، وقاد بنفسه الهجوم الأول باتجاه الأراضي المحتلة انطلاقا من منطقة تل الثعالب، حيث استشهد بعد قتال عنيف ضد القوات البريطانية التي كانت تتفوق عليهم بالعدد والعدة.

رحل الشيخ بعد أن حفر اسمه بمداد الدم كواحد من أوائل الأردنيين الذين تحركوا لمقاومة المحتل في وعي إسلامي وعربي تيقظ مبكرا للمقاومة المسلحة كوسيلة لردع المحتل وإرجاع الحقوق لأهلها، وبعد أن بذل وسعه في سبيل ذلك.

بعد نحو قرن من الزمان على رحيله لا يزال اسم العبيدات يذكر في كتب التاريخ كشخصية وطنية أدت واجبها في تنشئة أجيال على حب المعرفة والعلم وزرع نفس مقاومة الظلم الداخلي “سياسات حزب الاتحاد والترقي” والظلم الخارجي الذي يمثله الاستعمار البريطاني والمشروع الصهيوني الذي تمثل واقعا عمليا ونجح في التحول لدولة بعد 28 عاما على رحيل العبيدات.

وصف المؤرخ سليمان الموسى شخصية العبيدات بقوله “الشيخ كايد كان شخصية مهيبة نافذة وزعيما مرموقا في ناحية لواء بني كنانة وعلى اتصال وثيق برجال الحركة الوطنية”

ويكيبيديا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. رحم الله الشيخ كايد مفلح العبيدات هذا الشهيد علما من اعلام الوطن به يفخر الزمان….كانت هذه البلاد جزء من سوريا الطبيعيه لم تكن سوريا الكبرى قد تم تقسيمها كان مشروع استعماري خبيث وسبقه عقود من الموآمرات على الدوله العثمانيه واخشى ما يخشاه المرء ان يتكرر في هذه الايام هذا السيناريو الخبيث لا سمح الله بتواطؤ البعض من ذوي جلدتنا .وان تنكب هذه الامه من جديد.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى