#دروس_بطريقية
#يوسف_غيشان
أتحدث عن #البطريق:
حين تذهب الإناث للصيد يتجمع ذكور العائلة حول البيض لغايات منحه الحرارة المناسبة للتفقيس. وهي مهمة شاقة وعسيرة تجري في ظل أجواء بالغة البرودة، حتى على البطريق، ابن القطب الجنوبي ، الذي يحيا ويموت على الجليد.
يشكل الذكور دوائر متتابعة عملاقة حول البيوض، حيث قد يشكل الدائرة الأولى ، أربعة أنفار يلاصقون البيوض، تليهم دائرة قد تكون من ثمانية ، ثم تليها دائرة اكبر، وهكذا تكبر الدوائر على شكل متوالية هندسية، حتى تشمل جميع ذكور المجموعة.
لكن المشاركين في الدائرة العملاقة الأخيرة ، سوف يتعرضون الى برد شديد قارس وقارض، وقد يموتون جراء ذلك، لكن مجتمع البطريق المتكافل لا يمكن أن يسمح بهذه النتيجة، لذلك عرف البطريق الطريقة السليمة لتجنب هلاك ابناء الدائرة الأبعد بتطبيق اسلوب يضمن العدالة الاجتماعية الكاملة والشاملة.
لاحظت كاميرا ال(ناشونال جيوغرافيك) بأن حركة ما تحصل في الدائرة البطريقية، تشبه الحركة “التكتونية” للصفائح الأرضية، وهي حركة موقوتة على الساعة البيولوجية لطائر البطريق، حيث يتم تبديل المواقع كل فترة من أول دائرة حتى الأخيرة.
يتم أولا استبدال الأربعة في الدائرة الأولى بمن يليهم، ثم يتم توزيع هذا الدوائر، بحيث يحصل كل فرد من افراد المجموعة على دوره في الوقوف في كل دائرة، من الأولى(الأكثر دفئا) حتى الأخيرة (الأشد برودة)…. ويستمر ذلك في الحصول بدقة تامة، حتى يتم تفقيس البيض…وتخرج الأجيال الجديدة للحياة.
تخيلوا
لو يمتلك هذا الطائر وعيا – ولو متوسطا- فإنه بهذه العقلية سوف يسود العالم. وتخيلوا لو أن مجتمعا بشريا يستطيع أن يقسم العمل من أجل بناء المجتمع بهذه الطبقة العادلة تماما حيث.
– لا أقليمية ولا مناطقية.
– لا أبناء عشائر، وأابنا…..
– لا طائفية
– لا وساطات ولا أبناء داية ولا أحفاد كلب
– لا شراقى ولا غرابى
– لا منسف ولا ملوخية
الكل سواسية يستجيب لحاجات المجتمع بشكل عادل تماما.
شكلي بلّشت ألاخم؟
تلولحي يا دالية .