تَجَوَع يا سَـــمك / فراس الطلافحه

تَجَوَع يا سَـــمك
في طُفولتنا قُمنا بتشكيل فريق لكرة القدم للحاره التي نسكن بها للإشتراك بدوري الحارات الذي كان يقام كل فتره , كان قائد الفريق ومدربنا يدعى محمود الفريده , تم الإعلان عن الدوري وقرر محمود الفريده الإشتراك بالدوري بالرغم من النصائح التي قمنا بتقديمها له وبأننا مازلنا فريق ناشئ وبحاجه للتدريب إلا أنه أصر على الإشتراك فوافقنا مجبرين على خوض الدوري بالرغم أن الفريق لم يكن متجانساً ولم نكن كلاعبين متفاهمين مع بعضنا وتم إجراء القرعه وكان نصيبنا بأول مباراه باللعب مع فريق قوي ومُتدرب ومُتمرس جيداً لتبدأ المباره وتبدأ الأهداف تدك مرمانا ونحن بحالة صدمه من المفاجئه , محمود الفريده كان بعد كل هدف يقوم برفع معنوياتنا وتشجيعنا ويطلب منا أن نشد حالنا لتنتهي المباره بخسارتنا ب 18 هدف مقابل لاشيء وحتى لم نتمكن من إحراز هدف الشرف لنجلس بعدها نتناقش في البحث عن أسباب الهزيمه فلم نجد أي سبب إلا أننا غير مهيئين لخوض مثل هذا الدوري لقلة خبرتنا وإنسجامنا مع بعضنا البعض نظراً لحداثة تشكيل الفريق وكلنا إقتنعنا بهذا المبرر غير أنني قلت في لحظة غباء بتعرفوا أنا كثير كنت بالمباره تعبان من رجلي لأنه بوط الرياضه كان ضيق ومالعبت مزبوط لتُحال الخساره وتحول إلي ليتهمني الجميع بأنني السبب بخسارتنا ويحملونني النتيجه يقولهم : ليش ما حكيت كان نزلنا واحد يلعب مكانك وكان ممكن نحقق الفوز بالمباره وبالدوري ونوخذ الكاس .
بعد كل هزيمه ونكسه وكل نكبه وكل خازوق يُدك في مؤخراتنا يجتمع السياسيين والعسكريين وأصحاب القرار ليتدارسوا أسباب الهزيمه فلا يجدون ما يُدينهم فهم القضاةُ والجلادون ولا بد من تقديم قربان ومُتهم ومجرم للرأي العام يُحملونه المسؤوليه الكامله ويحاكمونه ويَخرجون هم منها بريئيين ورُبما تُمنح لهم أوسمة الشجاعه والبطوله .
كان المذيع الأبرز في الوطن العربي في حِقبَة الخمسينات والستينات من القرن الماضي المصري أحمد سعيد قد أخذته العزة بالإثم والوهم فطلب من سمك البحر الأبيض المتوسط أن يصوم عن الطعام ويتجوع لأنه سيحصل بعد وقت قريب على وجبه دسمه من لحوم الإسرائيليين بعد أن تدكهم أسلحة الدول العربيه في حرب الأيام السته كما تسمى أو حرب حزيران عام 1967 كما أن كوكب الشرق أم كلثوم وعبد الحليم حافظ سيتواجدون معهم بأصواتهم في أرض المعركه ولتكون النتيجه في النهايه إحتلال إسرائيل لسيناء والضفه الغربيه والجولان وقطاع غزه ومقتل حوالي 25000 إنسان عربي مقابل 800 إسرائيلي وتدمير 80% من القوه العربيه ليُقدم أؤلئك الساسه والعسكريين جثث جنودنا رحمهم الله وجبه طازجه للسمك أصيب بعدها بداء النقرس بسبب تناوله للحوم بكثره ولتغني أم كلثوم بعدها حبيب الشعب لجمال عبد الناصر وعبد الحليم حافظ عدى النهار والمغربيه جايه تتخفى ورا الشجر عشان نتوه بالسكه .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى