حبطرش

حبطرش
رائد عبدالرحمن حجازي

هذا ليس إسمه وإنما لقب أطلقه عليه الناس ، وسبب ذلك هو استهجانه من كثرة كل ما يصادفه بطريقه متبعاً ذلك بكلمة حبطرش ، ليس هذا فقط فقد ذاع بين ألناس بأن حبطرش يصيب بالعين أيضاً .
حبطرش كان دائماً يحشر نفسه في كل شيء ، فها هو يدخل محل العصير ليبتاع كوباً من عصير الليمون ، وما أن وطأت قدمه عتبة المحل وإذ به يتفاجىء بوعاء زجاجي كبير يتسع لحوالي أربعين لتراً من العصير وفوراً قال لصاحب المحل : يا بيييييييي العصير عندك حبطرش ، ولك عبود شو هالبرميل هاظا ؟ أي عليّ الجيرة إنه قد جيعة المي اللي بحد دارنا . وما أن أنهى كلامه ، وإذ بيد عبود المسكين والتي فيها كأس زجاجي فارغ ترتطم بذلك الوعاء متسببةً بكسره وانسكاب كل ما فيه على الأرض .
عبود المسكين راح يتمتم ويندب حظه وهو يلملم قطع الزجاج من بين ذلك السائل الأصفر الذي غطى مساحة كبيرة من أرضية المحل . لكن حبطرش وكان شيئاً لم يحدث بل على العكس صار يقول على مسمع عبود : الحق على القزّيز اللي عاملك هالصندوق من قزاز ناكت مثل وجهه . وفي هذه الأثناء وصل رزق بائع البطيخ المتجول على تلك العربة الخشبية ذات العجلات الثلاث ، وكان هرم البطيخ عليها يعطيها منظراً جمالياً . لكن هذا المنظر لم يدوم طويلاً ، فها هو حبطرش مخاطباً رزق قائلاً : شو يا رزق هاظ البطيخ حبطرش اليوم عندك والله ما اني عارف اميت بدك تنفقه . وللمرة الثانية وما أن أنهى حبطرش جملته وإذ بإحدى البطيخات تهوي من قاع الهرم باتجاه الأرض لتهوي خلفها مجموعة اُخرى من البطيخ ليتحول ذلك الهرم إلى ما يشبه أرضاً لمعركة على الشارع وخصوصاً بأن لون العصير الأصفر قد اختلط باللون الأحمر والأخضر .
حالة من الفوضى أصبحت بالشارع والجميع هرول لتقديم المساعدة لكن حبطرش لم يحرك ساكناً . ومن مفارقات المشهد أن زعرور صبي القهوة والذي كان قادماً من بعيد وبين يديه صينية وعليها كاسات من الشاي وبضعة فناجين من القهوة تفاجأ بوجود حبطرش مما جعله يتوقف فجأةً ليغيّير طريقه لكي لا يلتقي بحبطرش . لكنه المسكين لم يُفلح فها هو حبطرش يقول له : شو شايفلك الشاي والقهوة معك حبطرش ، ليتعثر زعرور وتسقط الصينية وما عليها على الأرض مخلفةً دماراً شاملاً للكاسات والفناجين .
بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عنكم أحبتي ، فإنني أدعو حبطرش بالتفضل لزيارة ضريبستان وتحديداً لحضور جلسة واحدة على الأقل لمجلس النواب فيها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى