جماعة عايد السنكري و”الإشكناز” والسردين (1)!!!! / د . ماجد الزبيدي

جماعة عايد السنكري و”الإشكناز” والسردين (1)!!!!
بينما كان الكاتب يجهز نفسه لحمل صوبة الغاز الثانية لتصليحها لدى عايد السنكري ،لإنسداد “جيوبها الأنفية” بسبب الغبار طيلة الصيف الماضي ،طرق باب بيته جاره الأستاذ نزار الخطيب المتخصص بعلم الإجتماع الحضري ب
كان الأستاذ نزار يود مناقشة الإطار العام لإطروحة الدكتوراة التي ينوي التقدم بها للجامعة اللبنانية ،وإمكانية فحص إستبيان الدراسة ،لكنه آثر ان يؤجل ذلك ويرافق الكاتب وصوبته في مشوار الطؤرق للقرية لمحل عايد السنكري!
في محل المعلم عايد وكالعادة تجمع اصدقاءه من العاطلين عن العمل بمحض إرادتهم ،ومتقاعدين ،يأتون لزيارته في الصباح ،ويغادرونه في المساء ،واحيانا يرجعون في السهرة يتعاطون السواليف ،وتحليل فلان او تشريح علان ،او يخوضون في موضوع في موضوع واحد وحيد هو الإنتخابات او نهش عظام مجلس إتحاد المنطقة!
فهذا ابو ساجدة هجر مهنته في الحدادة واخذ يتخصص في الإفتاء وتصنيف الناس حسب مذاهبهم وطوائفهم بينما المتقاعد ابو سنام بدلا من ان يشتغل في مهنة أخرى تساعد عائلته إلى جانب راتب التقاعد ،اخذ يمتهن تفصيل الناس حسب العشائر والقبائل والأفخاذ والسيقان:”هؤلاء منا ،واولئك دخلاء علينا !وأولئك إنضموا لنا بعد النكبة،وهؤلاء بعد النكسة صاروا منا”! على حد تعبيراته!بينما جعل الوكيل اول في الدفاع الشعبي المتقاعد كل همه مضغ لحم كل من حقق مجدا في الحياة بعصاميته أو،شعبيته من بني قومه!

وبينما أخذ المعلم عايد السنكري ينفخ في جيوب الصوبة من روحه!(كثير من الجالسين في ديوان المعلم عايد وغيرهم من المتعلمين والمتقاعدين يُطلقون مصطلح “الروح”على البلعوم او الحنجرة!!وقصدي :أخذ عايد ينفخ في الجيوب الأنفية لصوبتي من حلقه أو فمه،إلى أن إشتعلت طقة الشعلة الأولىفقط!!
كعادته بادرني المتقاعد جمعة ابو خميس المريعي بالإستقسار عن هوية زميلي الذي يزور القرية لأول مرة ،فقلت:الأستاذ نزار الخطيب يحمل درجة الماجستير في علم الإجتماع وكانت رسالته عن ذوبان وإتحاد “السفارديم”مع “الإشكناز”!!
أحسست ان أحدا لم يفهم الموضوع الذي تحدث فيه جاري نزار ،إلأ أن المتقاعد سالم ابو سويلم مال على جاره في الجلسة الحداد السابق ابو ساجدة وتباحثا في الأمر ثم إستدار الإثنان نحوي وهمسا في أذني الإثنين معا :”صاحبك متخصص بأنواع السردين المغربي”!!بسرعة البرق أطلقت قحة عالية مصطنعة وقفزت بسرعة البرق للخارج وكأنني أريد أن اتقيأ،وأخذت بالضحك حتى نفت عن نفسي والبعدت عنها الإحراج من الضحك في حضرة الجماعة!(يتبع)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى