مهر 114 سورة / خالد عياصرة

مهر 114 سورة
بعد أيام من زواجي, ومع قرب حلول شهر رمضان الكريم, اتفقت وزوجتي على تمضية شهر العسل بين المدينة المنورة ومكة المكرمة, وهذا ما كان.

لن أتحدث عن المهر, الذي وضع شرطا لإتمام زواجي, أو عن الذهب, ومتطلبات,الزواج التي أنتجها الواقع الاجتماعي المغلوط.

اعترض البعض على الفكرة الذهاب إلى السعودية لتأدية مناسك العمرة, ممن فضل الذهاب إلى شواطئ تركيا !

ايام جميلة كانت, وكلما اتذكرها, أشعر بشيء من السعادة, مازال في فمي.

مقالات ذات صلة

تلك مبادرة فردية ثنائية, لم افكر بتعميمها, لأنني لا أملك الأدوات لذلك, كما لا أملك المقدرة على التأثير بمن حزم أمره على تمضية ذلك الشهر على الشواطىء ورمالها, برفقة زوجته.

لكن, سأشجع, أي مبادرة تعمل على تقليل كلف الزواج, أكانت قبل أم بعد اتمامه. أي كان مصدرها.
قبل أشهر خرجت, الكثير من المبادرات, والاحتفالات, والتي اعتمدت أساليب الاستعراض الإعلامي , دون أن تنتج شيئا ايجابيا واحدا, لتنتهي بعد اسابيع من انطلاقتها.

ثمة مبادرات ذات طابع حكومي, كلفت الدولة اموالا وجهدا, لكنها لم تؤتي اوكلها, فوأدت في ارضها, وكأنها لم تكن.

قبل أيام أطلق الوزير الأسبق الدكتور محمد نوح القضاة, مبادرة جميلة, تهدف الى تقليل كلفة الزواج على الشباب.

مبادرة ذاتية , بدأت بأقرب الناس اليه, ابنته, إذ طلب مهرا لها 114 دينارا, بعدد سور القرآن الكريم, ودينار واحد مؤاجل, دون اثاث أو ذهب, أو حفلات, أو صالات للافراح, فالزوج الحقيقي لا يبخل على بيته.

مبادرة الرجل في ظل جنون وغلاء الأسعار الذي تشهده, المملكة, إضافة إلى كلف الزواج ومستلزماته, جاءت في زمانها ومكانها.

ولا يمكن اعتبار الرجل يستعرض اعلاميا, بهذه الطريقة.

في الحقيقية من نظر إلى الخطوة بهذه الصورة فإنه أما حاقد أو جاهل, أيتاجر الرجل بابنته اعلاميا, أهي سلعة في نظركم, تخضع لمبادئ العرض والطلب في الأسواق.

من اعتبر الخطوة, سلبية, وليست في مكانها, يمكن اعتباره تاجرا, يخضع كل ( تعميم مقصود ) شيء لسوقه الدنيء , سوق يرى بعين جاهل, لا واعي عارف مطلع على الواقع.

بالمقابل لو أن أحدهم أطل برأسه, كما أفعى من جحرها, وأطلق مبادرة, أو حفل مثلا لأكبر منسف, أو ” سحسيلية” أو حفل اللوان, أو شواذ, أو غيرها, والتي تعتبر عند هؤلاء حرية شخصية تتناسب والجو الديمقراطي الأردني لوجدت البعض يشجعه, ويربت على يده, باعتبار فعله نوعي, يلبي, رغباته الحيونانية, المبنية على إسقاط أخلاق المجتم.

في الحقيقية هؤلاء يرفضون ارسال أبنائهم وبناتهم, إلى تلك المبادرات, خوفا عليهم ؟

كل مبادرة تعمل على تعهير, المجتمع وخلع ثوبه, يتم دعمها, والترويج, لها. تلقى تشجيعا وترويجا, وتركيزا, اعلاميا, صورة اخرى ترى أن انتقد الإسلام واهله والمسيحية واتباعها, والتشكيك بالقرآن والانجيل, لوجد من يطبل, ويزمر لها, فانتقاد الأديان وسيلة للصعود و الجلوس مع علية القوم, فإن قمت بنقد القران, أو الانجيل, أو الأحاديث أو سير الصحابة تصير مفكرا, مثقفا, يتوجب الأخذ بقوله على محمل الجد, لا محمل الغباء.

حسنا, فعل الدكتور محمد نوح القضاة, فيما طرح, واتمنى ان تزرع الفكرة في كل بيت اردني, لايجابيتها, وأثرها في التخفيف على الشباب المقبلين على الزواج.
أعود إلى البداية واقول: بعد مضي سنوات على زواحي, وعلى تلك الفكرة التي اعتبرت مجنونة, أجد نفسي راضية كل الرضا, إذ لم تشعر بندم, ولو عادت الأيام للوراء, لعدت الى مكة المكرمة مرة اخرى.
‫#‏خالدعياصرة‬
Kayasrh@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بارك الله بكم وفيكم انت وزوجك قي كل وقت وحين يا اخ خالد، ونبارك للدكتور محمد على خطبة أبنته. أتمنى ان تكون مشكلة المهر هي السبب الرئيس في الأزمة المالية التي نواجهها في مجتمعنا كونها تتصدرت كل مواقعنا الاجتماعية كالنار بالهشيم.
    يا اخ خالد لقد أصبت كبد الحقيقة في مقارنتك بين المبادرات وبالذات تلك المبادرات التي لا تنسجم مع ثقافة ورح مجتمعنا والتي تلقى تفاعلا إيجابيا في أوساط شبكات التواصل الاجتماعي.
    هنا يقف المرء حائراً ما هو السبب وراء ذلك التباين في التفاعل مع تلك المبادرات، أهو تفاعلٌ ذاتي نابع من المجتمع نفسه، فهذا مؤشر خطير على ما وصلنا إليه من انحدار في منظمومة القيم التي تتحكم في تصرفات المجتمع. ام ان هناك بالفعل أيادي خفية قوية تريد غرز الرذيلة والفسوق في المجتمع حتى تصبح أصيلة فيه.
    على اي حال فالأمران خطيران وكلاهما يدق ناقوس الخطر على كل فرد وأسرة في مجتمعنا الحبيب، وبالفعل نحتاج الى وقفة كل غيور لتصدي الى الآفات التي تنخر مجتمعنا من الداخل.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى