اطفالنا والعطلة الصيفية،،،، نحن لم نخسر الحاضر فقط، نحن نخسر المستقبل ايضا / جمال جيت

“يتوجه اليوم ما يزيد على 1.9 مليون طالب وطالبة بالمدارس الحكومية والخاصة، ومدارس الثقافة العسكرية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)؛ إيذانا ببدء العام الدراسي 2016 / 2017” عمان الغد .

هذا المانشيت الاعلامي سيتصدر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بعد شهر تقريبا، هذا المانشيت الذي “قد يختلف بعدد الطلاب و ارقام السنوات” ينشر كل عام في نفس التوقيت.
هنا ثمت تساؤل مفزع يفرضه الواقع لكنه يغيب او يُغيب عن المشهد وهو : اين قضى 1,9 مليون طالب وطالبة عطلتهم الصيفية ؟!؟!؟
الحقيقة المؤسفة ان هذا التساؤل لم يطرح بشكل جمعي في الاردن للان؛ قد نسمع،،، “أب” يسأل اين ممكن ان ابعث اطفالي في العطلة الصيفية ؟ قد نقرأ مقالا أو منشور من كاتب او مختص او اتصال عبر برنامج صباحي من “أم” ماذا يمكن ان يفعل اطفالنا في هذه العطلة الطويلة؟ يبدو أن الدلالات التي يفرضها الواقع الذي وصل اليه اطفالنا في المجتمع الاردني قطعت الطريق على الجميع وجعلت طرح مثل هذه القضية الجوهرية يدخل في باب الترف !!!
الشارع؛ هو البيئة الوحيدة المتاحة امام اطفالنا بلا قيود أو حدود، و هو الوحيد الذي يقدم برامج لطلابنا ويكيفهم على التعامل مع الحياة، ويجعلهم جزءا من دوائر العنف المحكمة وعرضىة للسلوكيات الاجتماعية السلبية والحبوب المخدرة التي في متناول الجميع، الشارع يدير الأمر وحده والاطفال مسيريين خلفه.
اين مدارسنا ومؤسساتنا اذاً ؟
لماذا لا تقيم وزارة التربية والتعليم أندية صيفية في المدارس ليقضي طلابنا اوقاتهم فيها؟ أين خطة وزارة الشباب لتفتح مراكزها ؟ لماذا لا تستثمر الحدائق العامة التي بالأحياء؟
تستطيع هذه المؤسسات أن تقدم برامج تنمي قدرات الطلاب الذهنية والحياتية ويفرغوا طاقاتهم الكامنة ويكتسبوا المهارات الحياتية التي تساعدهم على التكيف مع الظروف المتغيرة والبيئة التي يعيشون فيها.
برامج تنمي مواهبهم وتصقل شخصياتهم وتساعدهم على تحقيق ذاتهم، وتحميهم من نيران التطرف والعنف الذي يحيط بهم وحولهم لقنابل موقوتة سريعة الاشتعال!!
للأسف نحن لم نخسر الحاضر فقط؛ نحن أيضا نخسر المستقبل!!!
المحامي جمال حسين جيت
أخصائي المساحات الصديقة للاطفال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى