السياج والمزرعة

مقال الجمعة 8-1-2020
السياج والمزرعة
سأعكف على تغيير مفرداتي منذ الآن فصاعداً، الوطن، المواطن،المواطنة ، الحقوق، الدولة..الى مفردات تتناسب أكثر مع جو المزرعة..لماذا نجامل أنفسنا نحن نعيش في مزرعة ، أنا لست مواطناً أنا مجرد رأس في قطيع مملوك ، مكبوس في أذني رقمي الوطني يتفقدّونه بين الفترة والأخرى ليأخذوا علي رقمي مساعدات، أنا محدّد بوقت الخروج ومحدّد بوقت الدخول، ولي حصة من العلف ، وممنوع أن أتحرّك أو أهرول نحو باب المزرعة ، وذلك كي أسمن جيداً لأحقق ربحاً في القبّان..
لا تجمّلوا الأشياء إنها مزرعة..
عندما يجتازون رؤوسنا جميعاً ويعيّنون فلذة كبد أحد رئيس وزراء أسبق براتب 4000 دينار بمسمّى وظيفي مفصّل على مقاسه غير آبهين بكل مشاعر الشعب وتذمّراته إنها مزرعة..
عندما تحل نقابة قانونية دستورية، ويحكم أعضاؤها بالسجن سنة فقط لأنهم يطالبون بمطالبة مهنية خالصة إنها مزرعة..
عندما يقايض النواب الحكومات البائسة الدايخة “”الثقة مقابل التعيين” بوظيفة طوّاف أو “جمركي” وتتم الصفقات وبيع الذمم علنا وتحت عدسات المصوّرين…إنها مزرعة..
عندما نعرف أسماء النواب الناجحين قبل ترشّحهم ونعرف اسم رئيس مجلس النواب قبل دخوله المجلس أنها مزرعة..
ثم تستهجنون من قيام السلطات بتسييج الساحات التي يجري بها الاعتصامات السلمية ..كل هذه الأجواء والممارسات التي نشاهدها منذ سنوات ، الم توحي لكم بأننا في مزرعة…ومن يتعامل من منطلق المزرعة لا يفهم سوى لغة التسييج والتشييك وأسلاك التربيط والحلب والجلب…في المزرعة لا ديمقراطية لا حريات لا حوار…
ولكو إنها مزرعة..لكنهم خجلون قليلاً من المجتمع الدولي أن يطلقوها علناً…

احمد حسن الزعبي
Ahmeda.h.alzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى