انا يوسف يا ابتِ
علي الشريف
انا يوسف يا ابتِ ..انا الذي رموني في غيابات الجب اخوتي ما مت ولم تاتني السيارة ولن تاتي
انا يوسف هل نسيت..انا الوجه الذي احببت …انا الذي ذهبوا به الى غيابات الجب والقوني فما غرقت ولا مت ولا عشت.
انا الشجرة التي قطعوها وما تيبست ….انا الحيرة في فم الذئب ياكلني في كل يوم الف مرة
اموت كل يوم واحيا وهم حتى الموت يستكثرون ثم يذهبون الى قبرك يبكون و على بوابات الجب يستغفرون .
انا يوسف يا ابتي انا الباكي على بوابات الحياة وهم دخلوها امنين .وانا الملك وهم سرقوا صواع الملك وسرقوا حتى الحنين هل عرفت ريحي يا ابتي.
انا العزيز يا ابتِ … الطاهر النقي الورع .. الذي اشقاه اخوته وبكوه بدمع كذب على كذب.
اقسم يا ابتي لم ارى الذئب ولم يراني لكني رايت ذئابا تسرق مقلتي تقتل الاحلام في قلبي تلبس لباس البشر يشربون دمي مساغا لذة للشاربين.
انا يوسف الذي احببت يا ابتي انا الذي ما كذبت ارادوني قتيلا فعشت وارادوني عبدا فسدت ارادوني وجه بلا وجه وعيونا بلا بريق ولا دمع.. ارادوني حلما بلا قلب …وارادوني حملا وديعا يقاد للذبح فرفضت..
انا يوسف يا ايها الراقد تحت التراب هل تسمعني..هل تسمع همسي ونبض نبضي … هل تسمع انيني هل لا زلت ابتي ولا زلت تذكر قميصي والدم الكذب ودموع كانت تتلى بايات كذب .. هل لا زلت تذكر خوفك وتسمع صوت قلبك هل لا زلت تذكر بياض عينيك حين اغتالوني … هم قتلوني ولكني رفضت ان اموت وعشت…
انا ابن الارض وابن التعب انا ابن الشقاء ابن الظلمة والنور وانا ابن الخوف ابن العسس الذين قادوني… ابن الامل وابن الفرح وابن الثراء والفقر وابن الذكريات الجميلة وانا ابن الحزن والفرح مجتمعين ,
انا الذي خباتهم في مقل العيون فلما ارادوا ان يعموني اقسم لك اني ما مت ولم القى في الجب فانا الجب الذي القوا فيه وعليه كل احقادهم ..انا يوسف الذي عرفت …الذي احببت اونسيت يوسف يا ابتي.
حملوا كل خيانة الكون ارادوني هارون يقطعون راسه ويتركون دمه يفور… ارادوني عيسى كي يصلبون ارادوني ابراهيم واسماعيل .. يريدوني نبيا كي يكفرون ….يريدوني امينا استرهم حين يسرقون ويريدوني ميتا كي يصطنعون البكاء وابتسامات حقدهم في العيون.
ركبوا الحقد قددو القلب اشعلوا مناصب النيران .جهزوا روحي قربانا لطغيانهم وافكهم رقصوا فوق كل الشقاء والتعب والكمد…ارسلوا سراقتهم خلفي بالف من الاكاذيب ووعدوه بسوارين من دمي سلطوا كلابهم وعهرهم .. اقسموا ان لا اكون…. لكني بقيت يوسف يا ابتي..
الا تنهض من تحت هذا التراب قليلا… تعال احدثك ماذا فعل الصبيان بعدك تعال اقول لك كيف تجندوا كي يسرقوا الفرح كيف كانوا طواغيت لم اراها في كتب التاريخ ولم اشهدها في الاحلام كيف يبيعون الكرامة … والعفة ثم يتلون ايات القران.
انهض قد القلب وتفتت ان كان الله يؤخر استجابة دعاي فبث له نجواي الست انت ابي الست انت من وضع القيد في يداي ذات يوم وما حللت ذاك القيد الا بقيد غيره….لما انا احمل القيود وحدي …لما لا يحملون…
قم يا ابتِ وانظر الى سراق الدمع وسراق الفرح وسراق الاحلام ..انظر الى النفاق كيف يكون على الدم .على الدمع,,, على الموت على الاحلام.,,و قم وانظر الى تضاريس وجوه بائسة شاحبة تمارس العهر في المحراب وتسرق اكفان الموتى ..قم يا ابتي ولا تخشى على الكفن.
قم يا ايها الصامت الان…. تعال وانظر توقف عن صمتك …اطلق بوحك..انفض غبار القبر واصرخ فلا الليل بعدك عاد ليل ولا النهار نهار……الست الذي قال لي يوما باني يمينك واني شمالك فلما الان لا تجيب وتقطع ذات اليمين وذات الشمال..
انهض تحرك انصت ولو قليلا تعال احدثك ولو بشيء عن وجعي الست ابتي تعال احدثك عن مرضي… عن جسدي المنهك .. عن عيوني التي ذبلت وهي ترقب الانتظار..وتعال احدثك عن طفولة بعمر الورد عن عذارى عن دموع حرى عن ام اضحت قتيلة الخوف .
عن بيت عن وطن ..تعال ايها الحاضر الغائب …اتغيب حين اريدك اولست ابتي …تعال فبلائي بعدك بروحي .بلائي بدمي… بلائي من صلبك … ان بلائي بعدك عظيم..ان بلائي بعدك عظيم انهض فلا تكن انت والدنيا وهم فانهم سيغتالون يوسف من جديد
