مع اقتراب زيارته للجزائر .. احزاب سياسية ترفض زيارة بن سلمان

سواليف _ مع قرب موعد الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الجزائر، تتزايد المواقف السياسية والمدنية الرافضة للزيارة المقررة غداً الأحد، في انتظار صدور بيان رسمي من الرئاسة الجزائرية.
ورأى القيادي في حركة “مجتمع السلم”، أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، نصر الدين حمدادوش، أن توقيت الزيارة “غير مناسب ولا يشرف الجزائر”. وقال حمدادوش “لسنا ضدّ العلاقات الطبيعية بيننا وبين أيّ دولة في العالم، ما عدا العدو الصهيوني، ولكن المعني بالزيارة (ولي العهد) وتوقيت الزيارة غير مناسب، وهو لا يشرّف الجزائر، وهذه الزيارة مفاجئة ومستهجنة وصادمة للرأي العام، وبالتالي فهو غير مرحّب به عندنا”.

وأضاف أن هذه الزيارة “تخدم صاحبها فقط على حساب الجزائر، وتبييض لوجه بن سلمان وتلميع صورته، فهو يبحث عن شرعية عربية ودولية، ومن دول أساسية حتى يكون مقبولا غربيًّا، مع استعمال الجزائر كوسيطٍ وكبوابة”.

وعدد حمدادوش مبررات رفض زيارة بن سلمان إلى الجزائر، وإضافة إلى قضية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي وتحول الرياض إلى بوابة للتطبيع والموقف المستهجن من السعودية اتجاه المقاومة وحركة “حماس”، وهي نقاط خلاف رئيسة بين السياسيات الجزائرية والسعودية، تأتي ما يعتبره المتحدث “معركة النفط، والتلاعب بالأسعار، والخضوع السعودي للابتزاز الأميركي، وحجم الأضرار التي نعاني منها، بسبب هذا الدور الوظيفي الذي تقوم به على حسابنا، فقد تسببّت في سقوط أسعار البترول من: 82 دولاراً للبرميل إلى حوالي: 54 دولاراً، وهو ما يعني خسارة الجزائر لحوالي 28 مليون دولار في اليوم، أي حوالي 10 مليارات دولار في السنة”.

وأعلن حزب العمال اليساري في الجزائر يوم الخميس رفضه زيارة بن سلمان إلى الجزائر، حيث عبرت الأمين العام للحزب لويزة حنون عن بالغ سخطها من إعلان استقبال الجزائر لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووصفت ذلك “بالنكتة السيئة والاستفزاز الكبير والانحراف والمغامرة”.
وأعلنت حنون، وهي مرشحة سابقة لانتخابات الرئاسة في الجزائر عامي 2004 و2014، أنها تدعم مواقف عبر عنها صحافيون وناشطون حقوقيون تتضمن رفض هذه الزيارة، وقالت حنون في مؤتمرها الصحافي إن “النظام السعودي وحشي وبربري ولا يختلف عن نظام الدكتاتور الألماني هتلر، يقوم بجلد الشعب اليمني ويحمي الصهاينة ويساعد في إبادة الشعب الفلسطيني”.

ولفتت أمين الحزب إلى أن النظام السعودي “يقوم برفع إنتاج النفط إرضاء للرئيس الأميركي دونالد ترامب وبما يضر مصلحة الجزائر وتوازناتها المالية”.

كذلك انتقدت حركة البناء الوطني في بيان رسمي زيارة بن سلمان إلى الجزائر، واعتبرت أن خفض الرياض لأسعار النفط ودعم حفتر والثورة المضادة في تونس يضر بمصالح الجزائر.

وجاء في البيان أن مقدم ولي العهد السعودي إلى الجزائر يأتي في ظل “صعوبات يعانيها الاقتصاد الوطني جراء تدهور أسعار النفط وما انعكس ذلك سلبا على معيشة المواطن بسبب قرارات المملكة وولي العهد محمد سلمان بتعويم السوق وخفض الأسعار، ولعله يرقى أحيانا لإعلان حالة حرب حقيقية ضد عديد من الدول من بينها الجزائر”.

العربي الجديد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى