عواجزية / مصطفى الشبول

عواجزية
لما كبار السن والختيارية يترَحمَوا ويبكوا على أيامهم زمان والله أنهم صادقين ومعهم حق… فمن يرى حالات العجزان والكسل والخدر التي أصابت الناس هذه الأيام يتمنى أن تعود الأيام السابقة التي تحدثوا عنها الختيارية ويرى بطولاتهم وانجازاتهم بأم عينيه، ويرى ذاك الجيل القوي النشيط ( جيل السمن البلدي) …، ولما نذكر ونتذكر النساء في السابق كيف كانت تعمل بالزراعة بجانب الرجال وغربلة القمح والعدس وعمل الفريكة يوم ما تشمّر عن سواعدها في بناء السناسل والحجارة ودهان البيوت بمادة الشيد.. وأعمارهن تبلغ في السبعين والثمنين ( وبتلاقيها مخلفة عشرين بطنه ) ، أما اليوم ويا حسرة ما بصل عمر المرأة خمسين عام بتلاقيها بتشكي من مليون مرض ( وجع ركب ، ضغط وسكري ، ضعف نظر وسمع ، هشاشة عظام …ولما بدها تقعد باب الدار قبل غروب الشمس بتحتاج كرسي ثاني تمد رجليها عليه) طبعاً فوق هذا كله ما بتمد أيدها على شغله بالدار عندها غسالة أوتومتيك وجلاية …….الخ ، أما بنات هالايام فحدث ولا حرج بتلاقي عمرها بالعشرين ولما بدها تقلي بيضة بتعمل كارثة بالمطبخ غير الغيم اللي بخيم عالدار من وراء قلي البيضة… أما شباب هالايام آآآآآخ ..آآآخ … اللي حاب يشوف عجزهم وكسلهم بعيونه يتفرج عليهم بخطبة صلاة الجمعة بتلاقيهم يسابقوا الختيارية على أعمدة المسجد وجدرانه مشان يسندوا ظهورهم ويرتاحوا.. وبتلاقي بالدار ( ما شاء الله ) خمس شباب بهدّوا الحيط وعلى أقل شغله ( مثل حمل جرة غاز أو سقاية شجرات الحاكورة وحوض النعناع ) بنادوا عامل مصري ليهن … وعند الأكل تعال تفرج وشوف كيف ببدّعوا وببشّعوا…
فهذه الآفات التي أصابت الناس بشكل كبير وملحوظ وهذا المرض الخطير الذي أصبح يتمتع به معظم الناس ( الصغير قبل الكبير) والذي لم نعرف له سبب هل من فقدان البركة او من قلة الدين او انه أصبح من ضروريات العصر ومتطلباته ؟!!… لكنه بحاجة إلى مكافحة وعلاج حقيقي للخروج من حالات العجزان والكسل والخدر ، ولا نقول بأن الدنيا هي اللي تغيرت ، لكن الناس والبشر هي اللي قاعدة تتغير وتصير عواجزية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى