في المناهج : اللاءات الخمس !!

في المناهج : اللاءات الخمس !!
د. ذوقان عبيدات

تعتمد هذه المقالة أسلوب النفي، بدلاً من تحديد صفات ومعايير المناهج والكتب المدرسية الجيدة.

(1)
لا للخروج عن الثوابت

ما يتفق عليه المجتمع الأردني من ثوابت وقيم هي أساس المناهج والتعليم، فقد حدد الدستور هذه الثوابت كما حددها قانون التربية والتعليم رقم 3 لعام 1994م، وأكدها الإطار العام للمناهج الذي أصدره المركز الوطني لتطوير المناهج، وتتمثل هذه الثوابت بــ :
– الإيمان بالله تعالى وكتبه ورسله.
– الهوية الوطنية الجامعة التي تجمع الأردنيين جميعاً دون استثناء، فنحن بشر أردنيون.
كما تتوافق معظم الأمم على مكونات مشتركة مثل حقوق الإنسان والبيئة، وتعليم التفكير والإبداع، وإنتاج مشروعات العمل الخاصة، وإنتاج المعرفة وبناء ذوق جمالي لدى المتعلمين.
لقد أكد الإطار العام للمناهج جميع هذه العوامل، وبذلك تقول لا للخروج عن هذه الثوابت.
(2)

مقالات ذات صلة

لا للإقصاء

إن المناهج قضية وطنية، ليست حزبية أو خاضعة لفكر معين، كما أن المركز الوطني سمي بالمركز “الوطني”، وهذا يعني أن من حق كل مواطن قادر وراغب أن يُسهم أو يشارك بدرجة أو أخرى في بناء المنهاج، وهذا يقتضي إعداد فرق المناهج من تربويين وسيكولوجيين وفنانين ورياضيين وعُمال …الخ، فالمنهاج ليس حكراً حتى على التربويين.
وبهذا الصدد، فإن ما أراه أن المركز الوطني لتطوير المناهج يُمارس هذه المشاركة الوطنية، وأن الفرق العاملة فيه حالياً تضم أشخاصاً من مختلف الفئات : معلمين ومشرفين وأهالٍ وممثلين عن فئات مجتمعية أخرى كالجامعات والمتقاعدين.
فالقضية الوطنية لن تكون فئوية أو إحتكارية، وبذلك نقول : لا للإقصاء!!
(3)
لا لإبعاد الخبرات الوطنية

إذا قُلنا لا للإقصاء، فمن الطبيعي أن تقول الخبرات الوطنية هي ما يجب أن تكون فاعلة، وليس أي خبرات أجنبية!! وللحقيقة أوضح ما يأتي:
– إن كتب الصفين الرابع والأول – علوم ورياضيات الفصل الثاني- ستكون أردنية بامتياز، لا تأثير فيها أو عليها، إلا ما فله خبراء أردنيون فقط، وستكون – وأتحدث بثقة – كُتباً خالية من عيوب سادت في كتب الفصل الأول.
– إذن الخبرات وطنية وهم بالعشرات المسؤولون وحدهم عن الكتب والمناهج.
– ولا بد من الإشارة أن الخبرة الأردنية – وإن كانت متوافرة – بدرجة عالية، إلا أن ذلك لا يمنع من التفاعل مع خبرات أجنبية. وبذلك نقول بثقة : لا لإبعاد الخبرات الوطنية ، ونعم للإفادة من أي خبرات أخرى !!.
(4)

لا لمناهج تحت ضغط خطاب الكراهية

تحتاج عمليات بناء المناهج إلى أمن قد نسميه “الأمن التربوي”، أو أمن العمل بعيداّ عن التهديد، فالمجتمع دون شك طرف مشارك، وقد قرأت مقالتين في سواليف، واحدة للدكتور رمزي هارون يستغرب قبول الأهالي لسلطة الأطباء ورفضهم لسلطة التربويين، فالأهالي لهم حق المشاركة وإبداء الرأي، ولكن لا علاقة لهم بطبيعة العمليات الفنية لقبول أو رفض الكتب.
ومقالة أخرى للمعلمة شروق المبيضين تستغرب فيها غياب الوعي الناقد وتماثل آراء و أساتذة الجامعات وخبراء مع رأي رعاة الغنم في تحديد مواصفات المنهاج ومعايير قبوله أو رفضه!!.
وأقول ما دُمنا نعمل ضمن ثوابت وطنية، وضمن مباديْ التوافق والشراكة الوطنية، فأي خطاب تحريضي قد لا يُشجع على جودة المنتجات، وبذلك نقول اللا الرابعة :
لا لمناهج تحت ضغط خطاب الكراهية والتحريض !!
(5)
لا للثبات والجمود
لدينا من الدلائل الكثير لنقول نحتاج لتطوير مناهجنا وربما تغييرها، فالحياة تتغير، ولا بد من مناهج تؤدي إلى تغيير خطابنا والانتقال مما نحن فيه لنواكب عصرنا.
فأطفالنا يستحقون مناهج تخرج أبرز قدراتهم ومواهبهم.
وأطفالنا يستحقون مناهج تُنمي مهاراتهم في إنتاج المعرفة.
وأطفالنا يستحقون مناهج تُنمي التفكير الناقد وكشف الإشاعة والزيف!.
وأطفالنا يستحقون مناهج تجعلهم يُفكرون عالمياً ويعملون محلياً.
وأطفالنا يستحقون مناهج تجعلهم قادرين على إتخاذ القرار بناءً على معطياتهم.
إذن نحن بحاجة إلى الانتقال من حالة التوازن والإستقرار والثبات والجمود إلى حالة من الوعي والحركة والتوتر الإيجابي.
ولذلك نقول اللا الخامسة :
لا للثبات والجمود ونعم للتغيير والإنطلاق إلى المستقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. صحيح ولكن بعد توفير دفء للطفل في المنزل وبعد توفير الغذاء المناسب والعائلة تئن من الفقر وبعد
    اعادة الكرامة لوالده المسجوب بذمة 200 دنار

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى