استبدال الوزارة بالمبادرة / جميل يوسف الشبول

استبدال الوزارة بالمبادرة

هذه المبادرات التي لا تعد ولا تحصى وهذه الكوادر المنتقاة برواتب خيالية وهذه الانجازات الخارقة

حسبما يسوق هؤلاء وهذه الرعايات الرسمية الكبيرة وهذا الاشتباك الناعم مع عمل كل الوزارات

والدوائر الرسمية يجعلنا نفكر باحلال هذه المبادرات بالوزارات ليتغير مسمى رئيس الوزراء برئيس

المبادرات وكل وزارة تأخذ اسم مبادرة وعلى سبيل المثال مبادرة وزارة التنمية الاجتماعية ومبادرة

وزارة التربية والتعليم وهكذا.

اذا كانت فاعلية هذه المبادرات في المجتمع كما نرى وكما ينقل لنا من وسائل الاعلام فان مستوى

معيشتنا يفوق مستوى المعيشة في اوروبا والغريب ان شعبنا يتذمر والشعب الاوروبي يشكر ويصفق!

عدد المبادرات كبير وعدد الجمعيات اكبر وكلها تهتم بأمور العامة وكلها تمول من الخارج اما على

حساب المنح الاجنبية او الدفع المباشر اومن السفارات الاجنبية والقليل من الشركات المحلية التي قد

تدفع تكلفة فعالية تقيمها جمعية او مبادرة من الصنف العاشر .

المجتمع يتحلل والمواطن لم يعد يملك شيء ومحاصر بضرائب وقوانين نالت حتى من انسانيته وعليه

ان يصدق ان هناك جهات ترعاه وتقوم على راحته .

لدينا جهات اقراضية لتحقيق التنمية ورؤوس اموالها منح خارجية والنتيجة الاف السجينات وعشرات

الالوف من النساء المطلوبات للقضاء والهدف الاسمى تمكين المرأه.

لدينا حد ادنى للاجور بقيمة 200 دينار واعلى راتب يتقاضاه خريج الجامعة الجديد بحدود 300 دينار

ولدينا خط فقر بحدود 800 دينار وكلفة السجين كما تدعي الحكومة حوالي 700 دينار وهذي يعني

ان طموح الشاب الاردني المقبل على الحياة ان يدخل السجن ولا داعي لمقارنة الارقام الاخرى .

في بلدي اصبح كل شيء افتراضي وخيال “فيجيوال” مبادرات تنتج ذهبا وعندما نقوم بجمع الغلة

الاجمالية لا نجد في الكيس الا الرماد ولا ندري اهم يدرون ويدرون انهم لا يدرون ، ام انهم لا يدرون

ولا يدرون انهم لا يدرون واعتقد انهم يظنون بنا ما نظن بهم ( …. اعمى ….. اخرس) واسألوا

الحاج حسن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى