تعليق على خبر صحيفة البيان عن عملية “الفارس الشهم 2”

تعليق على خبر #صحيفة_البيان عن #عملية#الفارس_الشهم 2″

#ماجد_دودين – كاتب أردني مقيم في إمارات الخير

أتابع صباح كل يوم الصحف الالكترونية المتميّزة التي تصدر في إمارات الخير وعلى وجه الخصوص صحيفة (البيان) الغرّاء الإماراتية الالكترونية …وقد قرأت في “البيان” صباح هذا اليوم 13 يوليو 2023 خبراً لفت انتباهي وأثلج صدري وأسعدني ورفع معنوياتي إلى عنان السماء، لما يتضمّنه من معانٍ إنسانية وحضارية حيث أعلنت قيادة العمليات المشتركة انتهاء عملية “الفارس الشهم 2” في سوريا وتركيا بعد (5) أشهر على انطلاقتها، بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. لدعم الأشقاء والأصدقاء المتضررين من الزلزال المدمّر الذي وقع في ترکیا وسوريا. وشاركت في العملية كل من وزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، ودائرة الصحة في أبوظبي، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية. وأكدت قيادة العمليات المشتركة أن عملية “الفارس الشهم 2” تعدّ من أنجح العمليات الموحّدة للمؤسسات الوطنية في إمارات الخير والعطاء وهي العملية التي تم تحديد أولوياتها بالتنسيق مع السلطات في البلديْن المتضرريْن، وتأتي تجسيداً لنهج دولة الإمارات الانساني البارز وتوجيه قيادة دولة الإمارات الرشيدة في دعم الأشقاء والأصدقاء في كل قارات العالم ودوله.

لقد تمّ خلال عملية “الفارس الشهم 2” إنقاذ عشرات الأشخاص من تحت الركام ووصول 15164 طن من المساعدات الإنسانية وتقديم العلاج إلى 13463 حالة وبناء 1500 مسكن خاص.

مقالات ذات صلة

أشعر كمواطن عربي أردني مقيم في دولة الإمارات بالفخر والاعتزاز بالدور الإنساني والأيادي الخيّرة الممدودة وروح التعاون والتضامن من إمارات الخير نحو أصدقاء وإخوة لنا في العقيدة والإنسانية في تركيا وسوريا ومن قبلهما وبعدهما في فلسطين واليمن ومصر وأفغانستان وباكستان وجزر المحيط الهادئ والكاريبي وكل البلدان التي واجهت وتواجه كوارث طبيعية، وتداعيات صراعات مدمّرة مع علمي اليقيني ومعرفتي عن قربٍ وكثب بالأدوار الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي غطّت وشملت مساحة الكرة الأرضية في كل قاراتها.

ومن الجدير بالذكر أن المساعدات الإنسانية والإنمائية التي تقدمها دولة الإمارات لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية، أو العرق، أو اللون، أو الطائفة، أو الديانة، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، والحد من الفقر، والقضاء على الجوع، وبناء مشاريع تنموية لكل من يحتاج إليها، وإقامة علاقات مع الدولة المتلقية والمانحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتجسد هذه السياسة الإنسانية لدولة الإمارات، تطبيقاً عملياً لثقافة التسامح والتعايش والسلام التي تتبناها الدولة.

اليوم وبعد قراءتي لهذا الخبر السار، أدركت بعمق أكبر سرّ حبي وحب الملايين للإمارات وقيادتها الرشيدة وأهلها الكرام وهو الحب الذي لا يختلف عن حبي لوطني الذي يسكن شغاف قلبي… فأنا أعشق الامارات عشْق الطيور للسفر، وعشق رمال الصحارى المطر، وعشق الأزهار شمس الصباح، وعشق الليالي لضوء القمر وحبي لوطني وللإمارات وللبشريّة جمعاء أجمل وأحلى قدر. لقد خلقنا الله تعالى شعوباً وقبائل لنتعارف ونتعاون لا لنتقاتل أو نتخاصم أو نظلم أو ندمّر بعضنا بعضا وهذه هي رسالة الله تعالى إلى البشرية وخطابه الخالد إلى كل الناس في القرآن الحكيم: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات. وهذه المعاني السامية نعيشها واقعاً عملياً في دولة الإمارات التي يقيم على ترابها الطهور أكثر من (200) جنسية يتحدثون أكثر من (100) لغة ويعيشون بأمن وأمان وتناغم وانسجام وهذا دليل ساطع أن البشرية تستطيع أن تكون أسرة واحدة متحابّة ومتعاونة على البرّ والتقوى، ونبذ كل إثم وعدوان.

لقد رأيت وسمعت وقرأت وشاهدت كيف تبني الإمارات المساجد والجسور والمدارس والعيادات والمستشفيات، وكيف تحفر الآبار وتبني أنظمة الطاقة الشمسية، وتأمّلوا دور المساجد في نشر النور والسلام، والمدارس في نشر العلم، والعيادات والمستشفيات في تخفيف آلام المرضى والجرحى والمصابين وأصحاب الهمم من ذوي الاحتياجات الخاصة، والجسور التي تخفّف معاناة الناس وتيسّر للملايين في العديد من الدول أن يتواصلوا فيما بينهم وبين باقي دول العالم … إنّ المساجد والمدارس والعيادات والمساكن والمستشفيات جميعها تمثّل جسور أمل وتعاون وتفاؤل وسلام وحب وأمن وأمان وإيمان لمن يؤمنون بكل هذه المعاني الإنسانية النبيلة ويحلمون بعالم يسوده التعاون على البر والتقوى ونبذ الإرهاب والشر والاثم والعدوان.

لا يستطيع أيّ كاتب مهما أوتي من فصاحة في اللسان والبيان، ولا تستطيع أي كلمات أن تعبّر عن مشاعر الفرح والابتسامات على وجوه الأطفال والصغار والكبار في تركيا وسوريا وفلسطين واليمن وباكستان وأفغانستان … لقد رأيت الأطفال في أكثر من دولة يرسمون ببراءة بأجسامهم اسم الإمارات … بينما تلهج ألسنة الآباء والأمهات والأجداد والجدات بالدعاء للشيخ زايد طيّب الله ثراه وللشيخ خليفة بن زايد رحمه الله، ولصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أطال الله في عمره وحفظه الله، وحمى وحرس إمارات الخير والعطاء وكل شيوخها الكرام وأهلها الأكارم.

((إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِن ثَلاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ“)). تأمّلوا معي قول الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلّم: ” انقطع عمله” ولم يقل انقطع ثوابه … فهنيئا للوالد المؤسس زايد الخير طيّب الله ثراه … لقد انقطع العمل ولكن الثواب متصل … صدقات جارية في كل بقاع الأرض ومساجد يُذْكر فيها اسم الله سبحانه، وعلم يُنتفع به والأولاد الصالحون والشيوخ الرائعون والملايين من شعوب الأرض الذين يرفعون أكفّهم يدعون له بالرحمة والمغفرة.

خبر “البيان” اليوم جعلني أدرك أكثر لماذا فاز شعب الإمارات بأنه الشعب الأكثر سعادة في الكون؟! السرّ يكمن في العطاء وطيبة القلب وغوث وإغاثة الملهوفين وحب مساعدة المحتاجين… نعم … العطاء سعادة ما بعدها سعادة وكذلك طيبة القلب، والقلوب التي تسع العالم حبّاً لا بدّ أن يغرس الله السعادة فيها … أدام الله سبحانه السعادة على أهل الإمارات وعلى الناس في كل مكان. وصدق منْ عَرَّفَ الحب بأنّه: (حالة من العطاء بلا حدود دون انتظار المكافأة) وهذا هو شأن الإمارات عطاء بلا حدود دون انتظار المكافأة ولكن المكافأة في الداريْن عند الله جلّ وعلا وتقدّس وهو القائل في تتويج وحي السماء إلى الأرض:(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) سورة الكهف.

كثيرة هي الدروس المستفادة والعبر الجميلة التي قفزت إلى ذاكرتي وأنا أقرأ خبر البيان اليوم.

وفي الختام أسأل الله جلّ وعلا أنْ يحرس الإمارات منارة شامخة من منارات العطاء والأصالة والشهامة في عالم جفّت فيه ينابيع الروح وتحوّلت إلى طبيعة ماديّة قاتلة…إنّ الإمارات تعيد لينابيع الروح تدفقها بأياديها البيضاء الممدودة لكل خير وروح التضامن والإنسانية التي علينا جميعا أن نتحلّى بها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى