من دفاتر معلمة / خلود المومني

من دفاتر معلمة

( ندم !!!!!! ).

كل معلم مخلص لمهنته وفي تأدية واجبه. …لا تصدقوا أبدا انه ليس مقصرا في حق أسرته. ..المعلم هو الوحيد الذي يأخذ عمله معه إلى البيت. ..إلى يوم الجمعة والسبت. …إلى الرحلات والإجازات. …لايمكن أن تكتمل جوانب حياته…ولن يستطيع مسك العصا من المنتصف. …عليه أن يميل إلى أحد الجانبين.
كنت أعلم منذ استيقظت أن نتائج التوجيهي قد تصدر اليوم. …لكني لم أتردد في الخروج إلى عملي. ….فغياب المعلم لا يعني خصم يوم من راتبه. …ولو كانت المسألة تتعلق بالراتب لذهبت يوم وغبت يوم.
إنها مسألة التزام. …شرف. …أمانة. ..طالب ينتظر ليريني واجب تعب فيه. …وآخر ليسأل سؤال أرقه. …وزميلة ستقف مكاني تغطي غيابي عن الصف ذنبها الوحيد الذي جعلها تخسر ساعة راحتها أنها مخلصة في عملها أكثر مني هي حضرت وانا غبت. …شرف المهنة فقط هو الدافع.
وبعد الساعة العاشرة عقد الوزير المؤتمر وأعلن النتائج. …وبرنامجي مكتظ وحافل بالحصص. …وابني ينتظر نتيجته وليس قلبه بأكثر قلقا ولهفة من قلبي. …عبثا حاولت أن أعرف النتيجة. ….مرت الدقائق ساعات طويلة. …لم تصل النتيجة باكرا. …مرت ساعة كاملة. …كان المدير من الرقي والتفهم بحيث سمح لي باجازة بقية الدوام وعدت إلى المنزل.
استقبلني ابني بلهفة وفرحة مبتورة. …باهتة… …كان ناجحا. ……فرحتي ماتت لحظتها. …لاني لم أكن إلى جانبه استقبل فرحه معه كما كان من الممكن أن استقبل صدمته معه.
قال لي : ذهبت إلى المدرسة لأراك وأبلغك بنتيجتي …..ربما كان يأمل من أمه التي كانت طوال عمرها تقدم عملها وطلابها عليه أن تحتضن فرحته ذلك اليوم في لحظتها ..هناك أمور إن جاءت في غير أوانها لا يعود لها قيمة. …لن تعني شيئا…..وأكمل حديثه:..استقبلتني معلمة لا أعرفها على باب المدرسة. .قالت لي : أمك عليها حصص. …روح استناها بالدار. …ورجعت إلى البيت.
ربما لوكانت زميلتي التي لا أعرفها أيضا إلى اللحظة أما وليست موظفة لقدرت لهفة ابن ….طالب ……يريد أن يسعد قلب أمه وتسعد به….. يود من أمه أن تحتضن فرحة عمره.
وجع ربض في قلبي يومها يأبى أن يغادرني إلى اللحظة وكلما تذكرت ذلك اليوم يعتصرني الندم.
ندم لم أجربه من قبل. ..ندم على اني داومت.
أيها الندم. ….كم أحتاج من العمر كي انتزعك من قلبي؟ ؟؟؟!!!!!!!

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى