بين وجعين / خالد عبدالله الزعبي

بين وجعين
وجعان أحدهما أشد ألما من الآخر والحكيم المداوي هو الآخر يعاني فلا قرص مهدئ ولا حقنة تخدير لديه تخفف الوجع وتهون الألم ….
ثمة تشبيه ما بين هذا الحال وحال القابعين تحت مظلة الفقر قانطين ، وقد غسلوا أيديهم من بلسم الطبيب والذي هو الآن يرقد في غرفة الإنعاش من غير حول له ولا قوة…. الا ان يقضي الله امرا كان مفعولا….
وجعان كسرا ظهر هذا المواطن المسكين اولهما حيث العيد وما ترتب عليه من التزامات وثانيهما رحلة العودة للمدارس وما يترتب عليه هو الاخر من التزامات ملزمة له فأي وجع بنظركم هو أخف…؟؟؟
أن نغتال فرحة أطفالنا بالعيد من ان يلبسوا ثوبا جديدا..!!! ام اننا نحرمهم تعليمهم ،فلا نشتري لهم قرطاسا ولا قلما …!!!-وهذا مالا يحمد عقباه-
خياران صعبان مثلنا أمامهما مغفورين وقد فرغنا الفقر من محتوانا حتى اصبحت القلوب مثلها الجيوب خاوية فمن سيرافع عنا في مثل ذا موقف يا ترى….??? فالراتب طار بجناحي الغلاء والديون ،والعيديات جيرت لمستحقيها بالتدوير ،والدخل مكبل منذ سنين ومحدود، ترى لمن نشتكي ولمن نلتجئ والوطن الطبيب يئن من وجع المفسدين ، ومن هو الجاني اهي المفكرة السنوية التي تزامن بها تكبيرة العيد مع قرع أجراس المدارس ام هو ذاك الدخل المتآكل بانياب جرذان الفساد وديدانه ….. ام اننا شعب بات اتكاليا يتكى على عصا الراتب التي نخرتها سوسة الغلاء ولم تعد لتحملنا ،وان قرص المهدئ الذي نبتلعه ولا نكاد نسيغه مع كل بيان وزاري موجه للحكومات ” تحسين المستوى المعيشي للمواطن ” لتقرأه الحكومة بعد ذلك بالمشقلب وليس بالمقلوب ….
غطيني ايها التاجر وأعطني قلما ودفترا وسجل بقلمك على دفترك…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى