طار الطير ومسيناكم بالخير….
جملة كنا نسمعها من الجدة منهية بها فصول سولافة او حتوته بلغة الطنطات ، لتدخل بعدها بنا مرحلة الخلود للنوم وفي الأغلب كانت تقولها لنا الجدة مضطرة قبل نهاية الحتوته حينما كانت ترى علامات النعاس ترمي بظلالها على وجوهنا البريئة فتأخذ شواديقنا بالتمطمط قد تصل الى حد التمزق من كثرة التثاؤب مما يستدعي الأمر لدى الجدة للإنهاء القصري للسولافة فتختار نهاية قد تكون غير مناسبة تفقد للسولافة رونقها وتضيع علينا طعمها وحلاوتها كأن تضطر الى إماتة نص نصيص او بموت مفاجئ للشاطر حسن ابطال الحتوته لنجد انفسنا بعدها كالدمى المهملة وبلا حراك على البسط وفوق الفراش ،تماما كما هو الحال في هذا الزمن وما تقوم به حكوماتنا وفي مجمل الحالات تكون غير مضطرة لإنهاء فصول حتوتة الوظيفة والإحالات القصرية على التقاعد والتي قد تصل الى اللجوء الى حالات الإستيداع وقبل انهاء المدة المقررة اي قبل ما يهم الشاطر حسن بركوب فرسه للغزو فتميته واقفاً وبلا سبب ،نهاية مؤثرة بالنفس تفقد للحتوته طعمها … ليجد المحال على التقاعد نفسه في الشارع كالدمية المهملة بلا حراك ذنبه انه بمجرد انه فغر فاه لا للتثاؤب في وصف حالتنا مع الجدة بل للاعتراض بكلمة على خطأ قد يلحق الضرر بالمصلحة العامة مما يستدعي الأمر بالمسؤول بانهاء حتوتته واعدامه رميا بقرار تقاعد جائر ، مقارنة بغيره من الذين يحابون ويدارون ويمسحون الجوخ وشخيرهم كبائعي الخوخ نائمون بحق دون مرورهم بمرحلة التثاؤب التي كنا نمر بها فيضطر المسؤول بأن يزعط بوجوههم خراطيم المياه لأن يصحوا قصراً من نومهم فيعمد على ترقيتهم والتمديد لهم بعقود قد ترهق الموازنة ليطيل فصول الحتوته لهم فيرفع بالشاطر حسن على أكتافه ويركبه على جواده بعد ان يزوده بالحبوب المنشطة واذا ما كبى به جواده استبدل له آخر وآخر لينهي هو بنفسه فصول حتوتته…
انا في هذا المجال لا اتحدث عن الحالات الطبيعية للاحالات على التقاعد فانا مع افساح المجال للشباب العاطلين عن العمل ومع ان يضخ البرنامج الوظيفي بدم الشباب لكن ما اقصده حالات التخبط والقرارات التعسفية بالاحالات على الاستيداع بمبررات شخصيه بحته يتخذها مسؤول جائر بحق مرؤوسيه …
الحمدلله فأنا انهيت فصول حتوتتي بالوظيفة بالنهاية الطبيعية فضللت اتابع فصولها منذ ولادة الشاطر حسن حتى موته الطبيعي وانني لم اغفو حتى غفيت جدتي واستأذنتني بالنوم ….
وطار الطير ومسيناكم بالخير…!!!
