عمواس الصين

عمواس الصين
يسارخصاونه

ما أصاب العالم من هلع بسبب تفشّي فيروس الكورونا هو أمر فاق الكوارث الفيروسية التي أصابت الكرة الأرضية سابقاً فقد تم رصد ثلاثة كوارث فيروسية حدثت متتابعة كل مئة سنة وهي : عام 1720 طاعون مرسيليا بفرنسا وقد ذهب ضحيته مئة ألف ، وعام 1820 الكوليرا بأندونيسيا وتايلاند والفلبين وعدد ضحاياه تجاوز المئة ألف ، وعام 1920 انفلونزا اسبانيا التي ذهب ضحيتها مئة مليون ، واليوم يأتي فيروس كارونا ليعلن أن انتشاره على كل الكرة الأرضية ، فهل هذه الكوارث صدفة؟ أم أنها مدبّرة لبقعة محددة من الأرض ولكن الكارونا لم تتم السيطرة عليه ، هل يمكن لنا أن نقول ذلك؟
نعلم أن الله خلق الداء والدواء ، ونعلم أن الكرة الأرضية تعرّضت لكوارث فيروسية كثيرة في حقب زمنية متباعدة ، ودليلنا طاعون عمواس ، وحديث رسول الله عليه السلام قبل انتشار الطاعون بأكثر من عشرين سنة قال : إذا أتى الطاعون على بلد فلا تدخلوها ، وإذا كنتم بها لا تخرجوا منها ، وانصاع أبو عبيدة ومن معه من الصحابة لهذا الأمر ، ولم يتوسع انتشار المرض خارج عمواس ، وبمثل هذا الفعل الاحترازي من مسؤول تم حماية كل المناطق المجاورة ، وعودة إلى الكارونا ، فهل غاب عن العلماء مثل هذا الفعل الاحترازي حتى تم انتشاره أم أن ما حدث لم يكن صدفة؟
عمواس الصين تم معاملتها مثل عمواس غور الأردن ، فلم يخرج منها أحد ، ولم يدخلها أحد وقد تم السيطرة على الفيروس ، وعندنا في الأردن لا مكان جغرافي محدد لوجود المصابين ، بل هناك فنادق متفرقة في مواقعها ، فكيف تم التعامل مع هذا الأمر؟ علماً بأن هناك مناطق جغرافية ريفية بعيدة لم يدخلها خلال العشر سنوات الأخيرة سائح ومع ذلك تم إغلاق مساجدها ، وتم إغلاق مدارسها ، أما في الصين لم يحدث هذا الأمر مطلقاً ولم تُغلق دور العبادة ، ولم تتوقف الحياة في باقي المدن الصينية ، فهل خوفنا على الشعب بهذه الطريقة مبرر ، أرجو أن لا يكون الشعب قميص عثمان لتمرير ما تريده الدولة ، فالأمر يحتاج إلى حكمة ، ومسؤولية ، وأنا هنا لا أقلل من خطورة الفيروس لكنني أستغرب من القرارات الكلية دون الالتفات إلى استثناءات مثلما تفعل باقي الدول الأوروبية والآسيوية خاصة الصين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى