كوميديا سوداء

كوميديا سوداء
يسارخصاونه

في غابة الحيوانات كلّ شيء واضح ، وكل شخصية حيوانية لها صفاتها التي لا تفارقها ، والغريب أن الحيوانات تعرف هذا الأمر ، فعندما ترى الغزالة النمر أو الفهد فإنها تُسرع بالفرار لعلمها أنه حيوان مفترس ، وفي الغابة شللية متجانسة فكل نوع يعيش مع مثيله ، ويسود بينهم الأمن والأمان فالعدالة قائمة بينهم ، فلا ظلم ولا فحش ولا فجور ، فلا يخاف حيوان على نفسه من جنسه أبداً ،فلا صراع ولا حروب بين الكلاب أو الغزلان أو الحمائم أو الحمير، وتسود العدالة والمودة بين النوع الواحد ، ومن الطبيعي أن لا تقارب بين الأنواع ، فالكل يعيش في مملكة نوعه حسب قوانينها العادلة ، ونقول عنها إنها حيوانات غير عاقلة
في مدن الإنسان ذات النوع الواحد فقط تجد أن كلّ شيء غامض ، وكلّ شخصية إنسانية تحمل في ذاتها عدة شخصيات حيوانية ، وهذا الكلام ليس انتقاصاً من الإنسان فقد تعودنا أن نصف بعضنا بصفات حيوانية فالقوي عندنا أسد ، والمخادع ثعلب ، والوديع حمامة ، والوفي كلب ، والجميلة غزالة ، والغبي حمار …ألخ ، وليس من السهل كشف هذه الشخصيات إلاّ بالصدفة أو عند الأزمات وكشف المستور .
الغريب أننا في مدن الإنسان نوع واحد وبيننا تنازع على السلطة ، وسباق على الفريسة ، ومباراة في الظلم ، وحروب لا تنتهي ، ونقول عنهم إنهم بشر عقلاء ، لأقول يالوضوح الحيوان ، ويا الغموض البشر ،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى