مشاهدات و قراءات في الصيادلة و الانتخابات / د.عامر مقابله
بدأت وتيرة التنافس الانتخابي في نقابة الصيادلة بالارتفاع خلال الأيام القليلة الماضية و ازدادت حدة الدعاية الانتخابية من طرف الأقطاب و التيارات المترشحة و هب مؤيدوا كل طرف للطعن و التندر بفرص المنافسيين و محاولة تصوير فوزفريقهم بالمضمون بل بالتحصيل الحاصل.
و من شر البلية أن تكون هناك ثلاث كتل متنافسة معظم أعضائها انضموا أو التحقوا بهذه الكتلة لمصالح انتخابية و شخصية بحتة حيث أن الكثير منهم قد أعادوا التموضع من مناصرة تيار معين في السابق إلى نقيضه أو ضده حاليا منقلبين بذلك على ما كانوا يدعون أنه مبادئ راسخة و قناعات ثابتة في الماضي، و صار شركاء الأمس أضداد (إن لم نقل أعداء) اليوم ولنا في أعضاء ما كان يسمى سابقا “لجنة الإنقاذ” خير مثال حيث تفرقوا خلال الموسم الانتخابي و تجدهم اليوم أعضاء مؤثرين في الكتل المترشحة المختلفة!!!
و كون اللاعبين الأساسيين في كل كتلة هم “أصدقاء الأمس” و يعرفون بعضهم جيدا بل و قد يكونوا مطلعين على أسرار نقابية أو انتخابية بحكم العلاقات القديمة فقد بدأت عملية التحشيد الإعلامي المقيتة لكل كتلة بقصف الجبهة الأخرى بما تيسر لديها من معلومات و إشاعات و افتراءات طالت معظم التيارات الصيدلانية و رموزها العتيدة و لكنها للأسف نالت في المقام الأول من مصداقية المرشحين جميعا بلا استثناء و أضرت بالبيئة الصيدلانية و بانتماء الصيادلة الى نقابتهم بل و أوصلت غالبيتهم إلى قناعة بأن لعبة تغيير الكراسي بين تياريين أو ثلاثة و وجهيين أو ثلاثة و بقاء النهج نفسه لن يأتي بخير و لن يفلح في تقييم المسيرة المعوجة منذ سنوات. و نذكرهم بمقولة:
فاخفض جناحك للأنام تفز بهم إن التواضع شيمة الحكماء
لو أعجب القمر المنير بنفسه لرأيته يهوي إلى الغبراء
كما أن المتفحص للمشهد يجد أن الصيادلة المهتمين بالانتخابات و المشغولين بها على مدى السنوات الماضية لا يتجاوزون 200 صيدلاني هم من يتصدرون الساحة الصيدلانية و يشبعون الحديث بحثا و تنظيرا و يملؤون الفضاء ضجيجا فيما الغالبية العظمى من الصيادلة ال17000 محبطون و لا يبالون بما جرى أو يجري أو سيجري مستقبلا.
إن المتأمل فيما يجري من استقطابات و اتهامات عبر الفضاء الالكتروني البغيض و مواقع التواصل الاجتماعي يوقن أن القادم أسوء و أن مفرزات الانتخابات القادمة لن تأتي بمعجزات بل على الأرجح ستكون نسخة مشابهة لمخرجات الانتخابات السابقة حيث من الأكيد في ظل كثرة القوائم و المترشحين أن لا تنجح أي من هذه القوائم في حجز عدد وازن من المقاعد يؤهلها للحصول على أغلبية مقاعد المجلس القادم و بالتالي سينتهي بنا المطاف بمجلس مختلط من خلفيات و تيارات عدة، يكون الخلاف و الاختلاف عنوانا لها و يكون آخر الدواء الكي و هو الاستقالة مجددا.
و لربما يرى معظم الصيادلة ملاذا لهم في ما قاله الشاعر:
و لما رأيت الجهل في الناس فاشيا تجاهلت حتى ظن أني جاهل
فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص ووا أسفا كم يظهر النقص فاضل
د.عامر مقابله