لمصلحة من ؟! / م . عبدالكريم أبو زنيمه

لمصلحة من ؟!

من المعروف أن الصهيونية العالمية تملك وتهيمن على (80%) من وسائل الإعلام العالمية وأن السعودية ودول خليجية تمتلك ما يوازي هذه النسبة أيضاً من وسائل الإعلام العربية ، هذا الإعلام التضليلي هو أخطر ما تواجهه الشعوب العربية والإسلامية عبر التاريخ والأخطر ما فيه تسخير العقيدة الإسلامية للتأثير السلبي على الفكر الجمعي العربي والإسلامي من خلال اثارة النعرات المذهبية ،فقبل عام 1979م الذي أنتصرت فيه الثورة الإسلامية في إيران على حليف وصديق أسرائيل وشرطي ألاقليم شاه أيران كان العالم الإسلامي بجناحيه السني والشيعي يتعايشون بسلام ووئام في كل ناحية وقرية ومدينة ودولة حتى أن كل منهما لا يعرف مذهب الآخر ، منذ تلك اللحظة وضعت المخططات الصهيوأمريكية على الطاولة والشروع بتنفيذها في منطقنا إبتداء من الحرب العراقية الإيرانية حتى يومنا هذا وللأسف بأموال عربية وبتغطية إعلامية تضليلية عربية وصهيونية حتى أصبحت إسرائيل دولة صديقة عند الكثير من حكام الدول العربية جهارا نهارا من خلال تسللها عبر ما سمي بمشاريع السلام
اليوم هناك محوران في المنطقة-المحور الأمريكي الإسرائيلي والدول التابعة لهما من عربان أمريكا وهذا المحور يسعى لتنفيذ صفقة القرن المتضمنة تصفية القضية الفلسطينية وجعل القدس عاصمة لإسرائيل وبنفس الوقت إنشاء دويلة فلسطينية على ما تبقى من أراضي 1967م وبكنفدرالية مع الأردن وتوسيع قطاع غزه داخل سيناء يتم ربطه بواسطة نفق مع الأردن من شمال العقبة ،أما المحور الثاني فيضم إيران والعراق وسوريا وقوى المقاومة الشيعية والسنية في لبنان وفلسطين وبدعم من روسيا ،هذا المحور مؤمن وملتزم بنصرة القضية الفلسطينية العادلة
كل ما جرى خلال السنوات الماضية من تدمير للعراق وليبيا وسوريا ومصر التي لا زالت على لائحة الاستهداف هو أمر مخطط له ومعّد مسبقاً ويصب في مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى ولا علاقة له إطلاقا بتلك الأكاذيب التي واكبت تنفيذه من النواح على الحريات وحقوق الإنسان والتدخل الإيراني…الخ وهذا ما أعترف به الكثيرون وآخرهم حمد بن جاسم ،هذا المخطط يهدف إلى امرين أولهما أمن إسرائيل وهيمنتها على الأقليم وثانيهما السيطرة على خطوط نقل الطاقة البرية والبحرية بين الشرق والغرب ،وما يجري في اليمن هو للسيطرة على خطوط نقل الطاقة والتجارة العالمية البحرية للاستيلاء على باب المندب الأمر الذي تنبهت له الكثير من الدول وبدأت بإنشاء قواعد عسكرية لها في القرن الإفريقي ،أما شماعة ايران والحوثيين والشرعية فهي سمفونية للأغبياء فقط ،فالتصدي للخطر الايراني المزعوم والخطر الاسرائيلي الحقيقي لا يكون بنسج تحالفات عسكرية مع أعداء أمتنا المتمثل بأمريكا وأسرائيل ولا بدفع مئات المليارات لهم لتدمير دولنا وجيوشها وبنيانها وأنما ببناء مشروع عربي تنموي أقتصادي ثقافي وطني عسكري وتفعيل دور الجامعة العربية كأداة بناء بما يخدم قضايا أمتنا وليس كأداة هدم وتدمير.
aboznemah@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى