ظلايل العيد/منصور ضيف الله

ظلايل العيد  لعاب الشمس يشوي الشارع الطويل ، تهاجر الطيور ، تفر السيارات ، حتى شرطي السير يأخذ قيلولة الصيام ، وحده المعلم المسكين يغذ الخطى نحو البنك ، يكسر السكون ، وينثر غلالة الصمت احلاما صغيرة ؛ سأشتري دجاجة فطور ، بلدية ومكتنزة ، سافجر صندوق الفاكهة اللعين ، المتأبي منذ شهور ، المتمنع على فراخ تحلم بالجنة ، سأختار النوعية الجيدة هذه المرة ، وسأطيل الاختيار ، كأي سيد من أسياد العباد والبلاد . العطش يتصاعد ، موجات من أم رأسه ، والوهن يتكوم حول الركبتين ، ليس تماما ، ربما حول كامل الجسد . طابور البنك ممتد ، وتعلة المحتاج الانتظار ، وعزاء المعلم خمسينيات تبرق خلف الزجاج . يأتي الدور ، رقم حسابك ؟ بيد ثكلى يخرج ورقة مهترئة ، يغازل الشاب الحاسوب ، وبعد دقيقة يأتي الجواب : لا رصيد . يبتلع ريقه ، يصلح وضع قدميه في الشبشب ، يطأطىء رأسه ، ومرة أخرى ينساب مع الشارع الطويل .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى