.بلياردو

[review]الأحد 9-8-2009لم العبها يوما،لأني لم أرغب في تعلمها يوما.. فقد كان ينفرني سلوك اللاعبين ، لما تحتمه عليهم اللعبة من الخيلاء والارستقراطية ، كما كان يزعجني جدا صوت سقوط الكرات في فتحات الطاولة، لأنه يشبه الى حد بعيد صوت تكسير العظام..من اعراف اللعبة ، ان يتخذ الخارجون من الجولة السابقة ركنا قريبا ، ليمارسوا التشويش والاستهزاء باللاعبين الملتفين حول الطاولة..اذا سقطت الكرة في الكوة صاحوا وأثاروا ضجة .. واذا لم تسقط ضحكوا واستخفوا.. بعد كل حركة او ارتطام..كانوا يتهامسون فيما بينهم لو كان: فلانا مكان فلان لأحسن التهديف..هذه الزاوية تلعب هكذا..ويشير احدهم الى طريقته في اللعب..يبقون على هذه الحالة حتى تنتهي الجولة..فيدخل الخارجون الى مستطيل الطاولة..ويخرج اللاعبون خارج المستطيل في وضع استراحة ..ليقوموا بنفس التشويش ولاستخفاف والانتقاد الذي كان يمارسه خصومهم..السياسة في بلانا العربية تشبه الى حد كبير لعبة البلياردو: الوطن "الطاولة ".. "الشعب "هو الكرة البيضاء التي تقرع دائما بعصا اللاعب "الحكومات" ..و التي باسمها تحرك الكرات الملونة "القرارات" وتسقطها في حفرة التهديف "مصالح الساسة" ..وبالتالي يحرص كل سياسي ان يتستر بتحريك القرار من خلال الشعب ويدحرجه في كوة المصلحة..اللاعبون العرب موقنون ان ليس هناك جولة تدوم الى الأبد ..لذا عليهم أي يطيلوا جولتهم ما استطاعوا وان يدخلوا بقوة العصا وتحمل الكرة البيضاء كل الكرات الممكنة ويخرجوا فائزين..في البيلياردو والسياسة : عناصر اللعبة لا تتغير : الطاولة ،العصا ، الكرة البيضاء الصماء، الكرات المنافقة الملونة. ما يتبدل فقط الوجوه واسلوب اللعب. في البلياردو والسياسة : اللعبة لا تنتهي ..ما ينتهي منها الجولات فقط…ahmedalzoubi@hotmail.comأحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى