لماذا طلبت إدارة الرئيس ترامب ٢،٥ مليار دولار من الكونغرس!!!

لماذا طلبت إدارة الرئيس ترامب ٢،٥ مليار دولار من الكونغرس!!!
الدكتور كمال الزغول

الرئيس الأمريكي ترامب يطلب ٢،٥ مليار دولار من الكونغرس لمقاومة كورونا …ليس في امريكا فقط ولكن خارجها وفي اوروبا وفي مناطق التجارة وحدودها ومداخلها ، لأن التجارة العالمية ستضرب في العالم اجمع اذا لم يتم القضاء على المرض ،والكساد والتضخم يعطي انذاراً شديد اللهجة للإقتصادات الكبرى، وبالرغم من أن الرئيس الأمريكي قلّص حجم البطالة في بلده من ٤.٧ % الى ٣.٥% الا أنه اذا لم يتمكن من فتح حدوده وموانئه ومطاراته مع العالم وحتى مع الصين بلد المنشأ للفيروس لن يحقق الأهداف المرجوة التي سعى من أجلها.
أصبح من الضروري التعاطي مع ملف كورونا في الشرق الأوسط أكثر من التعاطي مع الملف النووي الإيراني ، فلن يصبر حلفاء الولايات المتحدة على التدقيق على كل ناقلة نفط تدخل عبر المحيطات ليتم التأكد من خلوها من كورونا، خاصة بعد تفشي المرض في ايران وانتقاله الى العراق ولبنان ،وفي مثل هذا الانتشار تصبح الدول معزولة تجاريا، وبذلك يتوجب محاربة الوباء العابر من أجل التجارة الحرة العابرة ايضا في العالم.
لقد تم شراء بعض الشركات الأجنبية المتوسطة والصغيرة داخل الصين من قبل الصينيين انفسهم ،وهذا يعني عودة الأيدي العاملة في تلك الشركات الى موطنها ،حيث ستصبح عبء على الحكومات ، وكأن الرئيس ترامب لم يحدث تقدما في مجال العمل وتأمين الوظائف وتقليص البطالة ،وهنا لا أتحدث عن الأمريكيين المتواجدين في الصين ورجال الأعمال منهم فقط، وإنما ايضا عودة المغتربين من مكان انتشار المرض الى مختلف دولهم في العالم بما فيها امريكا يشكل عبئا كبيرا .وإضافة للحجر الصحي ،اذا إستمر تزايد الحالات في الشرق الأوسط سيحدث “حجر تجاري” على الصادرات والواردات في العالم المتأثر بالوباء.
الأمن بشكل عام في حال تداعى المرض الى مختلف مناطق العالم سيكون في خطر ،لأن الأمن الغذائي وأمن الأشخاص وأمن الشركات والأمن الأممي القومي سيكونون مهددين بناءً على التقوقع المكاني وعدم القدرة على تنسيق الأمن بسبب الحواجز الصحية والخوف من جمع المعلومة المهمة.
في النهاية ،المسألة ليست سهلة ،وهي ضربة قوية للسوق الحرة التي دخلت الى كل الإقتصادات الدولية ،سواء من خلال برامج بنك وصندق النقد الدوليين، أو من خلال الإستغلال الإقتصادي بواسطة الإقتصادات الكبيرة للإقتصادات الناشئة التي يتم هيكلتها في كل عام بسبب تضاعف ديونها بكفالات مالية تُفرض على تلك الدول، من هذا المنطلق، طلب الرئيس الأمريكي هذه الأموال آنفة الذكر من الكونغرس لبناء مستشفيات متخصصة ودعم البحث العلمي لإيجاد عقاقير وعلاج للقضاء على الوباء الذي يشابه الكساد الكبير في خطره اذا تصاعد انتشاره، ومن أجل الحفاظ على الحلقة التجارية التي بناها الرئيس الأمريكي خلال ثلاثة أعوام وسد ثغرات اقتصادية أحدثها انتشار هذا الوباء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى