رجاءٌ أشعث أغبر / سهى الدهامشة

رجاءٌ أشعث أغبر
يدان تكتبان ، ويدٌ ثالثة تسحب جهازي التنفسي إلى أسفل .. أمضيت ثلاثة أيام بلياليها وأنا أنفض ما علق في رأسي من كُلفة على الكلمات الأولى ” تعالي إلى ركن شديد”..
ولكنها أبت إلا أن تظل عالقة ببروتوكولات “البذلات الرسمية وربطات العنق ”
لم تكن الكلافة فيها بقدو ما أنني اعتدت دوماً ان ألصق سلالتي الوريثة من السخافات بكل ما يمر بي من أصحاب ، أكثرهم وأقللهم وأدخلهم في دائرة الكره والحب معاً ، ثم أرسم خطاً وأنفيهم خارجه إلى أبعد حد ، حتى تحتضنهم رائحة الغرباء .

أصدُقك القول بأن هذا الركن جاء مفاجئاً للحد الذي أبصر فيه قلبي الضرير غرابته ، وفريداً للحد الذي لم يصله عابرٌ من قبل ، ولكنني أخيراً انتزعت نفسي من براثن المثالية ، وأخشى أن تكلفني مثاليتك ملامح وجهي وسنواتٍ من القتال..
فما الذي قد يعنيه الركن الشديد في قاموس فتاة لم تحبسها الأركان يوماً ؟ فتاة لا تغريها الشدة بقدر ما يعجبها اللين ، فتاة لا تحب الثبات لأنه قد يُنسيها خفة الطيران ؟
رجاءٌ أشعث أغبر من قلب حنجرتي ، بأن لا توجه قبلتك نحوي ، لا طاقة لي على سرد آخر … لا تركن إلى قلبي ، فَبي من الملل ما قد يشنق قلمك ، ما يجعلك تنتقل لآخر صفحة في كتاب قصير .. وبي من العزلة ما قد يُرهب حماسك

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى