حوارات تثبت القطيعة / عمر عياصرة

حوارات تثبت القطيعة

انضمت العاصمة عمان الى باقي مناطق المملكة في رفضها الحوار مع الحكومة، حيث سادت الفوضى اللقاء الذي نظمه محافظ العاصمة سعيد الشهاب، وجمع من خلاله وفدا وزاريا مع وجهاء المناطق.
هذا الفشل في ادامة الحوار يؤكد حجم وعمق القطيعة القائمة حاليا بين المواطن الاردني ومؤسساته، ولعلها مؤشر كبير يجب التنبه اليه من قبل مرجعيات الدولة.
وعلينا ان ننتبه ان الاردني حريص على المشاركة السياسية، يؤمن بها رغم غضبه وقطيعته، فهاهو يتجشم عناء القدوم لقاعات الحوار، ليعلن انه لا يريده حوارا بهذه الطريقة ولا بهذا التوقيت.
الضريبة ليست السبب الوحيد لغضب الناس، فهناك تراكمات عميقة ناجمة عن سياسات الحكومات وتهميشها للناس، هناك غضب على الاداء النيابي، وهناك حالة اعتقاد بأن العاصم الاخلاقي غائب عن الدولة (الفساد).
منظر مدرعات الامن وهي تحمي الفريق الوزاري جديد على ثقافتنا، مؤلم، لكنه واقع فرضته تلك الهوة السحيقة بين الدولة ومواطنيها.
ما جرى في المحافظات، ومنها عمان، يحتاج الى لحظة صفاء من المرجعيات المقتدرة قبل الحكومة، فالغضب ما زال في القاعات، وكل الحذر ان ينتقل لأماكن اخرى.
لست مع النيل من صورة الحكومة والمؤسسات، لأنها جزء من كرامتنا الوطنية، لكن بالمقابل علينا عدم انكار واقع حقيقي يقول ان المواطنين لا يرون المؤسسات بعين الكرامة والاحترام.
هناك مشكلة عميقة يجرى تغطيتها بستار من الانكار الساذج، فلو افترضنا خطأ طريقة الزيارات والحوارات، ولو اتفقنا مع من يقول ان الوزراء لا يفقهون السياسة والخطاب.
الا ان الحقيقة الاهم والاجدى في التأشير عليها ان ثمة قطيعة بين الناس والمؤسسات، قطيعة خطيرة امنيا واجتماعيا، وتحتاج لاعتراف ومراجعة وحلول جدية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى