الصحوة المتأخرة بعد فوات الأوان . . !

الصحوة المتأخرة بعد فوات الأوان . . !
موسى العدوان

ألقى معالي رجائي المعشر نائب رئيس الوزراء السابق الذي نحترمه ونقدره، محاضرة قيّمة في النادي الأرثوذكسي يوم الثلاثاء 17 / 12 / 2019 ، حلل من خلالها أسباب التعثر المالي والاقتصادي في الأردن، ووضع توصيات محددة لمعالجة هذا الوضع.

كان من الممكن أن نتقبل ماجاء في المحاضرة، لو قدمها باحث أو أستاذ جامعي. ولكن أن تصدر من نأئب رئيس الوزراء السابق، الذي غادر موقعه قبل بضعة أسابيع، فهذا يجعلنا نتردد في ذلك ويدفعنا للتساؤل : لماذا لم تفعل ذلك معاليك وأنت في الموقع، نائبا لرئيس الوزراء ,رئيسا للفريق الاقتصادي في الحكومة ؟ وإن كنت ستجيب بأن يديك مقيدتين، فأجيبك بما أفتتحت به محاضرتك قائلا :

” أنني إذا ما شعرت ولأي سبب من الأسباب، بأن عطائي مقيدا أو انحاز ولو قيد أنمُله عن مبادئي وقيمي وأخلاقي، فإني أفضل الخروج من الموقع. وذلك لأن قدرتي على الخدمة ومبادئي وقيمي وأخلاقي، أهم من كل المواقع مهما كانت ومهما علا شأنها. وفي كل مرة من المرات الأربعة التي خرجت بها من الحكومة، خرجت وأنا مرتاح الضمير”.

والسؤال الذي أطرحه اليوم على معاليك هو : هل أنت اليوم مرتاح الضمير، لهذا الوضع المالي والاقتصادي الذي خلفته وراءك مأساويا، سواء كان السبب تراكمات سلبية سابقة، أو لمشاركتك أنت به في السنتين الأخيرتين بحكم موقعك ؟

على كل حال نقدم لك الشكر على جهودك ونقول : جميل أن تصحو على الحقيقة متأخرا ولو بعد فوات الأوان . . وهذا أفضل مما أن لا تصحو عليه أبدا . . !

التاريخ : 19 / 12 / 2019

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى