مقال الاثنين 6-11-2017
النص الأصلي
” اللي بدكوا إياه “..
هناك لقطة في أحدى حلقات المسلسل الكرتوني “توم وجيري” يصاب بها القط “توم” بالحصبة ،فيشعر باكتئاب جراء هذا المرض ،فلم تعد تغريه فكرة المطاردة ولا الجري وراء “جيري”..يمضي وقته يضع يده على خدّه ويتأمل بحزن شديد المشهد من النافذة..يحاول الفأر جيري أن يناكفه فيتحرّش به أكثر من مرة لكن القط على غير العادة في تلك اللقطة “مكبّر دماغه” ويملّ كل ما هو حوله..
أنا في هذه الأيام مثل توم في تلك الحلقة ، تسألني أم العيال “شو اساوي لك غداء”؟..أنظر إليها بعينين ذابلتين ثم أقول لها: “سووا اللي بدكوا إياه”..” طيب أعمل لك هسع شاي ولا قهوة”؟..”سوي اللي بتساويه”..
افتح الشاشة على الأخبار رئيس الحكومة يتحدّث عن مدينة جديدة ..ونائبه ينفي علمه بها ،والناطق باسم الحكومة “يمزح”..و “ناشطون” – بعضهم لا يفكّ الخط السياسي – تطلعهم الحكومة على الخطط المستقبلية..أنظر إلى كل ما يكتب وينشر وأقول “سووا اللي بدكوا إياه”..
أتابع منشورات الأصدقاء على الفيسبوك والتعليقات والمناوشات وإضاعة الوقت ومستقبل البلد على الصفحة الزرقاء ،فأي قضية مهما كانت بالغة التعقيد صارت تميع وتذوب على مواقع التواصل الاجتماعي فأغلق الجهاز وأقول في نفسي “سووا اللي بدكوا إياه..
يريدون أن يرفعوا ضريبة الدخل والمبيعات والعمل جارٍ في غرف مغلقة والشعب مشغول في تبادل “جمعة مباركة” و”هلا بالخميس” لذا سووا اللي بدكوا اياه”..
يريدون أن يرفعوا الدعم عن الخبز بحجة تهريبه في “جمسات” الى الدول المجاورة والدول المجاورة كلها تغلق حدودها معنا الا السعودية ، وفي ظل هذه الحجة هناك مخابز في قرى أردنية تقوم ببيع الخبز بالدين لسكّان القرى ،وفي الخط الموازي الثالث الوزراء والنواب يدعون إلى جاهات أبنائهم بآلاف “المناسف” تذهب جلها إلى الحاويات..ومع ذلك أقول “سووا اللي بدكوا اياه”..
أنا مصاب هذه الأيام بالحصبة السياسية وبالجدري “الوطني ” لم يعد يغريني مطاردة الخطأ والجري وراء الإصلاح والوقوف ع”الدقرة” لكل شيء وقرع الأواني تحذيراً من طوفان المهازل والتخبّط والضيق الذي أحد لا يستطيع أن يتنبأ به أو يتخيّله..
أنا أمضي جل وقتي ويدي على خدّي أتأمل بحزن شديد المشهد من النافذة..أنا “مكبّر دماغي” هذه الأيام في الوقت الذي يحاول الجميع أن يصغّره..
وغطيني يا كرمة العلي !! ولا أقلك ..”سوي اللي بدك إياه”!
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
هسى الفرج قرب.. ملاحظة غاية بالدقة..!
ما الومك الصراحه لان الحل الوحيد هو التطنيش وتكبير الدماغ .. فانا لا زلت اذكر الطوابير الطويله على مكاتب البريد لتقديم طلبات مشروع السكن الكريم …. الكريم ليخرج المشروع بعد معاناة طويله بسكن كريم دون عيش كريم , وكم تفائلنا كطلاب جامعين وموظفين عندما قرأنا عن مشروع القطار السريع بين عمان والزرقاء , وكم من الحبر الذي رايناه يسقط صريع على صفحات كتبت عن الباص الصريع , والان بدأ مراثون المليون ميل في الحديث عن العاصمه لأ عفوا عن عمان لأ عفوا عن المدينه الجديده ناهيك طبعا عن الكثير من المشاريع التي سمعنا عنها وتم وأدها قبل ولادتها , يعني بالنهاية انت لم تأتي بجديد فالحكومه قبلك قالت سوو اللي بدكوا اياه وانا اصاوي اللي بدي اياه, اقولك كلمتين مختصرات نحن لسنا بحاجه لعاصمه جديده نحن بحاجه لضمائر مخلصه حيه تنبض بالحب للاردن من العقبه الى الرمثا …..
بس ع فكره – ومع إني صاير مثلك – أستاذ أحمد ، هذا شعور خطير ومش مبشر والا أقول لك ( سوي اللي بدك إياه)